ـ انه قبري يا دعبل ١٢٢!
واستأنف الشاعر قصيدته :
« فياعين ابكيهم وجودي بعبرة |
|
فقـد آن للتسـكاب والهمـلات |
لقد حفّت الأيـام حولي بشرّها |
|
وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي » |
ها أنا اعيش مشرّداً خائفاً في المدن والقرى وليس أمل في الحياة الآمنة الا في عالم آخر عالم ألجهُ بعد وفاتي .. إنّ مستقبل الانسان الحقيقي هناك في ذلك العالم الذي يزخر بالطمأنينة والسلام ...
منذ ثلاثين سنة وأنا اعيش الألم والحسرة ، أرى هؤلاء الثلة من البشر وهو نجوم الأرض مقهورين مشرّدين قد أذاب أجسادهم الجوع والحرمان ..
« سأبكيهم ما ذرّ في الأرض شارق |
|
ونادى منادي الخير بالصلوات |
وما طلعت شمس وحـان غروبها |
|
وبالليـل أبكيهـم وبـالغدوات |
ومع كل هذا الظلم الذي ينزله الحاقدون بهم مع كل هذا القهر الا ان ذلك لم يتغيّر من انسانيتهم .. لقد ظلّوا كما هم كرماً وسماحة.
إذا وتروا مدّوا الى واتريهم |
|
أكفاً عن الأوتار منقبضات |
وقلّب الامام كفّيه كمن يكّف نفسه عن المقابلة بالمثل