وشيوخ ... تجمّع ما يشبه الثقل في نقطة واحدة ..
العيون والقلوب وكلّ المشاعر كانت تتجه نحوه.
إنّ ذاته المتسامية قد استقرّت في نقطة من الكمال المطلق ، إنّ مشاعر الكمال تتألق في سكينته.
انه يبدو متجرّداً يعيش في عالم غير هذا العالم الذي يعجّ بالشرور والفتن.
بدا أبو قرّة متحفزاً كثعلب ، وكان ذهنه يعيش أقصى حالات الاستعداد ، ذلك أن المأمون قد عهد اليه بإفحام الامام ولو في سؤال واحد فقط.
وبالرغم من جلوس الامام قرب الخليفة فقد بدا أن هناك جبهتين كان المأمون يتولّى قيادة معسكر مناهض للامام وإن تظاهر بعكس ذلك.
من أجل ذلك بدا محمد بن جعفر الصادق متوجساً الى حدّ ما من نتائج الجدل.
سوّى أبو قرّة ثوبه ليلقى سؤاله الأول معلناً بدء الصراع :