ايها الناس جاءتكم بيعة علي بن موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ... والله لو قرأت هذه الأسماء
على الصمّ البكم لبرأوا بإذن الله » .
وعندما نزل من المنبر طلب من الامام أن
يلقي خطاباً بهذه المناسبة ونهض الامام متهجاً نحو المنبر ، وبدا الرجل العلوّي
الذي يتقدم باتجاه الخمسين وقد ظهرت بعض الشيب في ذقنه ... بدا في تلك اللحظات
المثيرة إعصاراً من الطاقة الروحية ، وكانت الأنظار شاخصة وبدا ان الجماهير مبهورة
به ، وكان المأمون يتضاءل شيئاً فشيئاً ... واستوى الامام على المنبر وانسابت
كلماته هادئة موجزة ومعبّرة :
ـ أيّها الناس إن لنا عليكم حقاً برسول
الله عليهالسلام ولكم علينا حق به ،
فإذا أديتم الينا ذلك ، وجب علينا الحق لكم ».
وأصيب المأمون بما يشبه الصدمة ، لقد
كان يتوقع مديحاً من الامام أمام الجماهير ، وها هو يسمع رسالة مركّزة ، وأن
والخلافة حقاً له وميراثاً مقدساً عن رسول الله عليهالسلام
، وأن وفاء الأمّة شرط أساسي!!
وتعكّر صفو المهرجان الشعبي باحضار
ثلاثة من رجال الدولة مصفّدين بالسلاسل وعرف الجميع هويّتهم فوراً ،