عضده الله بالسداد ووفقه للرشاد ـ عرف من حقنا ما جهله غيره .. فوصل أرحاماً قطعت ، وآمن أنفساً فزعت ..
وإنّه جعل اليّ عهده ، والأُمرة الكبرى ـ إن بقيت بعده ـ فمن حلّ عقدة بشدّها ، وفصم عروة أحب الله إيثاقها فقد أباح الله حريمه ، وأحل حرمه ، إذ كان بذلك زارياً على الامام ، منتهكاً حرمة الاسلام ..
بذلك جرى السالف ، فصبر منه على « الفلتات » ، ولم يعرض على العزمات خوفاً من شتات الدين ، واضطرب حبل المسلمين ، ولقرب أهل الجاهلية ، ورصد « فتنة » تنتهز وبائقة تبتدر.
وقد جعلت الله على نفسي ـ إن استرعاني أمر المسلمين وقلّدني خلافته ـ العمل فيهم عامّة ، وفي بني العباس بن عبد المطلب خاصّة بطاعته وطاعة رسوله.
وأن لا اسفك دماً حراماً.
ولا أبيح فرجاً ولا مالاً.
الا ما سفكته حدود الله ، وأباحته فرائضه.
وأن اتخيّره الكفاة جهدي وطاقتي.