عشرون ألف أو يزيدون بأيديهم محابر ودوى وأقلام مشرعة ؛ وانبعث إرادة توحد القلوب تنشد كلمة مقدسة توارثها أبناء محمد.
وظهر الوجه الاسمر متألقاً كقمر يشرق من وراء غيمة نديّة.
وتدفقت موجه من بكاء لا يُعرف تفسيره أحد ، وهتف رجل يحفظ عشرات الاحاديث :
ـ أيّها الناس! انصتوا وعوا لعلّنا نسمع موعظة ، أو نفيد في الفقه مسألة ، أو نصيحة تزهّدنا في الدنيا وترغّبنا في الآخرة.
ولكن ما حدث لم يكن متوقداً أبداً ، ففي لحظات تذكّر بحادثة قديمة وقعت في طريق القوافل بين مكّة والمدينة ، هتف الرجل الأسمر كأنه يخطب التاريخ والأجيال :
ـ سمعت أبي موسى بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : سمعت النبي يقول : « لا اله الا الله حصني ، فمن دخل حصني آمن من عذابي ».