وغاب القمر وراء العمارية ، وفيما كان الناس في ذهول لسند لم يسمعوه من قبل تمتم أحدهم قائلاً :
ـ « لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لبرئ » ٦٨.
وتمنى آخر لو كان له مال أن يكتبه بماء الذهب ٦٩.
ومرّت الناقة كزورق ينساب على هون ، ولكن الرجل الاسمر أراد أن يكون للحديث دويّاً ، أن مسألة التوحيد لن تكون أساساً للحياة الكريمة الا اذا أُرسيت على قاعدة صلْبة ، فظروف الحياة المريرة ستدفع بالانسان بعيداً عن الطريق المنشود.
من أجل هذا ظهر الوجه الأسمر مرّة أخرى ليهتف مؤكداً حقيقة منسية :
ترى ماذا حصل في ذلك الحشد؟ إنّ للكلمات المقدسة فعل الفأس تحطم وتبني ، فعل الفأس التي حطمت الاصنام في معبد نمرود لتؤسس حقيقة التوحيد الكبرى.
عندما هبط محمد من فوق جبل حراء كان يحمل معه فقط كلمة واحدة وهي لا إله الا الله!
كلمة حطّمت فيما بعد هبل واللات والعزّى ومناة الثالثة