شأنه في ذلك شأن
سائر الأئمّة المعصومين عليهمالسلام
، وتسالم العلماء والفقهاء على الرجوع إلى رأيه في المسائل المعقدة والغامضة من
أحكام الشريعة والعقيدة الاسلامية ، حتى إن المتوكل العباسي وهو ألدّ أعدائه كان
يرجع إلى رأيه في المسائل التي اختلف فيها علماء عصره ، فيقدّم رأيه على آرائهم ، وكانوا
يرجعون إليه في كل معضلة ، ويلجأون إليه في كل مأزق ، وأذعن سائر من ناظره من
العلماء المعاصرين له بتفوقه العلمى.
ومن عطاءاته العلمية أنه واصل نشاط
مدرسة الأئمّة المعصومين عليهمالسلام
من حيث المنهج والمادة ، ومهّد لمدرسة الفقهاء والمحدثين من أصحابه التي سارت على
خطاها حتى اكتملت في زمان ولده الامام العسكري عليهالسلام
، فكان للإمام الهادي عليهالسلام
دورٌ بارزٌ في إغناء تلك المدرسة وتغذيتها بروح الشريعة الغراء ، وسنة المصطفى
السمحاء ، ورفدها بالمادة العلمية اللازمة لديمومتها واستمرار عطائها.
كما أعدّ جيلاً من رواد الفكر الاصيل
الثقات فكانوا رواة وطلاباً وفقهاء ومؤلفين ووكلاء منتشرين في طول البلاد وعرضها ،
يحرصون على تبليغ رسالته عليهالسلام
وإيصال كتبه ورسائله وهي تحمل أحكام الشريعة والعقيدة إلى قواعده في مختلف أطراف
البلاد الشاسعة ، وتمكّن بالاشراف عليهم عن طريق التواقيع والمراسلات أن يكون له
امتدادات واسعة في المواقع الاسلامية تؤمّن له الاتصال والتواصل مع قواعده الشعبية
في ظلّ تلك الظروف العصيبة ، فيخطط لسلوكها ويحمي وجودها وينمي وعيها ، ويمدها بكل
الأساليب التي تساعد على صمودها وارتقائها إلى مستوى الحاجة الاسلامية.
ونسبت إلى الإمام الهادي عليهالسلام عدّة كتب ورسائل ومسائل في مجال