الى الحفاظ على الخط الرسالي الذي دافع عنه آباؤه الأئمّة عليهمالسلام ، وتصدى الامام عليهالسلام ومن ورائه أصحابه لهذه الحركة الهدامة ، ووقفوا لجميع رموزها بالمرصاد ، على الرغم مما تعرض له في حياته من ظلم الحكام واضطهادهم ، وفي هذا الاتجاه صرح بأن الأئمة عليهمالسلام عبيد الله لا يشركون به شيئاً ، إن أطاعوه رحمهم ، وإن عصوه عذبهم ، وما لهم على الله من حجة ، بل الحجة لله عليهم وعلى جميع خلقه فلا يستطيعون أن يدفعوا عن أنفسهم ضراً ، ولا أن يجلبوا لها خيراً إلا بمشيئة الله ، وان لهم بالرسل أسوة ، فقد كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق ، كما لعن عليهالسلام المغالين وتبرأ منهم ، وأعلن للناس ضلالهم وجحودهم ، ودعا إلى نبذ أتباعهم ، وحذر شيعته وسائر المسلمين من الاتصال بهم أو الانخداع بمفترياتهم ، بل وأمرهم بهجرانهم والجائهم الى ضيق الطريق والتعرض لهم بالضرب ، وأهدر دم زعيم الغلاة في وقته فارس بن حاتم ، وأمر محبيه بالاعتدال ، فكان أهم ما ترتب على المواقف التي أعلنها الامام عليهالسلام ضد الغلاه هو اهتداء بعض أصحابه الذين دخلت عليهم مثل هذه الشبهة ، وذلك لأجل سوقهم إلى شاطئ الهداية والسلام ، ومنهم الفتح بن يزيد الجرجاني ،
وفيما يلى نستعرض مواقفه عليهالسلام من الغلاة على ضوء الأخبار الواردة في هذا المضمار.
عن سهل بن محمد أنه كتب إليه عليهالسلام : « قد اشتبه يا سيدي على جماعة من مواليك أمر الحسن بن محمد بن بابا ، فما الذي تأمرنا يا سيدي في أمره نتولاه أم نتبرأ منه ، أم نمسك عنه ، فقد كثر القول فيه؟ فكتب بخطه وقرأته : ملعون هو