وحمل النبأ المؤلم الى البصرة عبد الله بن سلمة ، فأخبر به حاكمها زياد بن أبيه ، وفهم بذلك الحكم بن أبي العاص الثقفي فخرج الى الناس فنعى إليهم الإمام ، فلما سمعوا بذلك ، علا منهم البكاء والضجيج ، وسمع أبو بكرة أخو زياد الصراخ والعويل وكان سقيما ، فقال لزوجه ميسة بنت سخام :
« ما هذا؟ »
ـ مات الحسن بن علي ، والحمد لله الذي أراح الناس منه.
فقال لها بصوت خافت :
« اسكتي ويحك ، فقد أراحه الله من شر كثير ، وفقد الناس بموته خيرا كثيرا ، يرحم الله حسنا » (١).
ورثاه شاعر البصرة الجارود بن أبي سبرة فقال :
إذا كان شر سار
يوما وليلة |
|
وإن كان خيرا
خرد السير أربعا |
إذا ما يريد
الشر أقبل نحونا |
|
باحدى الدواهي
الربدسار وأسرعا (٢) |
وحينما أذيع النبأ المؤلم في الكوفة تصدعت القلوب وارجفت من هوله النفوس ، وأخذ الكوفيون بالبكاء والنحيب ، وهم يعددون مزايا الإمام ويذكرون خطأهم وتقصيرهم تجاهه ، وقد رثاه شاعرهم الموهوب سليمان ابن قتة بقوله :
يا كذب الله من
نعى حسنا |
|
ليس لتكذيب نعيه
ثمن |
__________________
(١) شرح ابن أبي الحديد ٤ / ٤.
(٢) نفس المصدر ص ٦.