الحسين التعازي الحارة وتواسيه بمصابه الأليم وهو (ع) واقف يشكرهم على مواساتهم وتعازيهم.
وما أذيع النبأ المؤلم فى العالم الإسلامى إلا واهتز من أقصاه الى أدناه حزنا ووجدا ، فلقد مات سيد المسلمين وإمامهم ، والملجأ الوحيد لهم ، وقد أدخل موته ذلا على عموم العرب والمسلمين (١) وعلينا أن ننظر الى العواصم الإسلامية التي غمرها الحزن وهي :
أما يثرب عاصمة الإسلام فقد لبست الحزن والحداد على الفقيد الراحل فعطلت أسواقها ومكاسبها (٢) ، وبكاه الرجال والنساء سبعة أيام واستمرت نساء بنى هاشم فى النياحة عليه شهرا ، وأظهرن الحداد ، ولبسن السواد سنة كاملة (٣).
وعم الحزن والأسى أهل مكة ، فانه لما انتهى إليهم النبأ المريع أغلقوا حوانيتهم ، وعطلوا مكاسبهم ، واستمروا بالنياحة ، يبكون رجالا ونساء سبعة أيام (٤).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين ١ / ٥٣ وجاء فيه ان عمر بن بشير سأل أبا اسحاق فقال له : متى ذل الناس؟ فقال : حين مات الحسن.
(٢) مستدرك الحاكم ٣ / ١٧٣ ، أسد الغابة ٢ / ١١ ، أعيان الشيعة ٤ / ٨٠.
(٣) البداية والنهاية ٨ / ٤٤.
(٤) تاريخ ابن عساكر ٤ / ٢٢٨.