داود سبعمائة حرة وثلاثمائة سرية ، وتزوج أبوه داود (ع) بمائة حرة وثلاثمائة سرية ، فكثرة التزويج لا مانع منها بحسب الشرع الإسلامى وغيره ، وعليه فأي حزازة على الإمام في ارتكابه لذلك؟
٢ ـ إنما تزوج بهذه الكثرة لتقوى شوكته ، ويشتد أزره بالمصاهرة على الأمويين الذين بذلوا جميع جهودهم للقضاء على الهاشميين وتحطيم كيانهم ومحو ذكرهم.
٣ ـ إن أولياء النسوة كانوا يعرضون بناتهم على الإمام ويلحون عليه بالتزويج بهن لأجل التشرف به ، والتقرب إليه ، فهو حفيد النبي (ص) وسبطه الأكبر ، وسيد شباب أهل الجنة ، ومضافا الى ذلك انهم رأوا أن عائشة بنت أبي بكر كان أبوها من أواسط قريش شرفا وبسبب زواج النبي (ص) بابنته قد احتل مكانة مرموقة فى العالم الإسلامى ، ولهذا الأمر كانوا يعرضون بناتهم على الإمام ويلحون عليه بالتزويج بهن ليحضوا بالعز والشرف بمصاهرة الإمام لهم ، هذا ما استدل به المصححون للكثرة وأما النافون فقد استدلوا على ذلك بأمور :
١ ـ كراهة الطلاق شرعا.
لقد ثبت عند القائلين بالكثرة والملتزمين بها ان الإمام كان مطلاقا وانه كان يفارق من تزوجها بأقرب وقت ، ومن المعلوم ان الطلاق من أبغض الأشياء في الإسلام ، وقد تواترت الأخبار في كراهته وفي النهي عنه ، فقد أثر عن النبي (ص) انه لما بلغه أن أبا أيوب يريد أن يطلق زوجه ، قال (ص) إن طلاق أم أيوب لحوب ـ أى أثم ـ وقال أبو عبد الله الصادق (ع) : إن الله يحب البيت الذي فيه العرس ، ويبغض البيت الذي فيه الطلاق ، وما من شيء أبغض الى الله عز وجل من الطلاق