وتساءل السائلون عن كثرة أزواج الإمام الحسن (ع) وأرجف المرجفون فى ذلك ، وقد بلغ الحقد وسوء الظن ببعض الجاهلين أن قالوا إنه إنما تزوج بهذه الكثرة اجابة لداعي الهوى واشباعا للشهوة ، وما عرفوا أن الإمام بعيد كل البعد عن الانقياد لهذه الغرائز فهو سيد شباب أهل الجنة وممن نطق القرآن الكريم بعصمته وطهارته ، وسنذكر نص كلام القائلين بذلك مشفوعا ببيان بطلانه وفساده ، وحيث أن الموضوع قد حامت حوله الشكوك والظنون ، وحفّت به التهم والطعون فلا بد من البحث عنه وبيان الواقع فيه ولو اجمالا ، فنقول : قد ذهب بعض أهل العلم الى تصحيح ذلك والى عدم منافاته لسيرة الإمام وهديه ، وذهب بعض آخر الى وضع ذلك وعدم صحته ، ومن الخير أن نسوق أدلة الطرفين ، أما المصححون فقد استدلوا عليه بما يلي :
١ ـ انه لا مانع بحسب الشريعة الإسلامية المقدسة من كثرة الزواج فقد ندب الإسلام إليه كثيرا ، وقد اشتهرت كلمة المنقذ الأعظم في الحث على ذلك فقد قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : « تناكحوا تناسلوا حتى أباهي بكم الأمم يوم القيامة ولو بالقسط ». وقال سفيان الثوري : « ليس فى النساء سرف ». وقال الخليفة الثاني : « إني أتزوج المرأة ومالي فيها من أرب ، وأطؤها ومالي فيها من شهوة » ، فقيل له : « فلما ذا تتزوجها؟ » فقال : « حتى يخرج مني من يكاثر به النبي (ص) » وتزوج المغيرة بن شعبة بألف امرأة (١) ، وقد كان لأمير المؤمنين (ع) أربع نسوة ، وتسعة عشر وليدة (٢) هذا في الإسلام. وأما قبل الإسلام فقد كان لسليمان بن
__________________
(١) الإستيعاب ٤ / ٣٧٠.
(٢) شرح الشفاء لعلي القاري ١ / ٢٠٨.