فقد دفعته عقيدته الدينية وشعوره الحي الى شجب ذلك ، واعلان سخطه وقد نظم ذلك بأبيات تمثلت فيها الروعة والرقة :
لعن الله من يسب
عليا |
|
وحسينا من سوقة
وإمام |
أيسب المطهرون
جدودا |
|
والكرام الأخوال
والأعمام |
يأمن الطير
والحمام ولا |
|
يأمن آل الرسول
عند المقام |
طبت بيتا وطاب
أهلك أهلا |
|
أهل بيت النبي
والإسلام |
رحمة الله
والسلام عليهم |
|
كلما قام قائم
بسلام (١) |
ولما أقام معاوية الخطباء يعلنون سب أمير المؤمنين (ع) وانتقاصه اندفع أنيس الأنصاري وهو من أطائب الصحابة ، فأنكر على معاوية ذلك فقد خطب ، وقال بعد حمد الله والثناء عليه :
« إنكم قد أكثرتم اليوم في سب هذا الرجل ـ يعني عليا ـ وشتمه وإني أقسم بالله إني سمعت رسول الله (ص) يقول : « إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على الأرض من مدر وشجر » ، وأقسم بالله ما أحد أوصل لرحمه منه ، أفترون شفاعته تصل إليكم وتعجز عن أهل بيته » (٢).
ورأى الصحابي زيد بن أرقم المغيرة بن شعبة يعلن سب أمير المؤمنين
__________________
ـ وذكر ابن أبي الحديد هذه الأبيات ونسبها الى عبد الله بن كثير السهمي وهو اشتباه إذ لم يوجد في كتب التراجم هذا الاسم ، والموجود كثير بن كثير ، وان هذه الأبيات له.
(١) شرح ابن أبي الحديد ٣ / ٤٧٥.
(٢) الاصابة ١ / ٨٩ ، أسد الغابة ١ / ١٣٤.