فلم يعتن معاوية بكلامه وقال له بشدة :
« قم فاصعد المنبر ».
ـ أما والله لأنصفنك فى القول والفعل.
ـ وما أنت قائل إن أنصفتني؟!
ـ أصعد المنبر فأحمد الله وأثني عليه ، وأصلي على نبيه محمد (ص) ثم أقول أيها الناس ، إن أمير المؤمنين معاوية أمر أن العن عليا ، وإن عليا ومعاوية اختلفا واقتتلا فادعا كل واحد منهما أنه بغي عليه وعلى فئته ، فاذا دعوت فأمنوا رحمكم الله ، ثم أقول اللهم العن أنت وملائكتك وأنبيائك وجميع خلقك الباغي منهما على صاحبه ، والعن الفئة الباغية ، اللهم ألعنهم لعنا كثيرا ، أمنوا رحمكم الله ، يا معاوية لا ازيد على هذا ولا انقص حرفا ، ولو كان فيه ذهاب روحي.
فراوغ معاوية وقال : « إذا نعفيك يا أبا بحر » (١).
ومن جملة المنكرين لسب الإمام الشاعر العبقري كثير بن كثير السهمي (٢)
__________________
(١) العقد الفريد ٢ / ١٤٤ ، المستطرف ١ / ٥٤ ، ثمرات الأوراق ص ٥٩.
(٢) كثير بن كثير بن المطلب بن ابي وداعة القرشي السهمي ، روى عن ابيه وعن سعيد بن جبير وجماعة ، وروى عنه جماعة آخرون ، قال ابن سعد كان شاعرا قليل الحديث ، وقال احمد وابن معين إنه ثقة ، وذكره ابن حبان فى الثقات ، جاء ذلك فى تهذيب التهذيب ٨ / ٤٢٦. وذكره المرزباني في معجم الشعراء ٢ / ٣٤٨ وقال إن السبب في نظمه لهذه الأبيات انه سمع عبد الله بن الزبير يتناول اهل البيت فنظمها ، وقيل إن السبب في نظمها ان هشام بن عبد الملك كتب الى عامله بالمدينة أن يأخذ الناس بسب امير المؤمنين فمن اجل ذلك نظم كثير هذه الأبيات. ـ