« سباب المسلم فسوق » (١) ، وقال (ص) : « لا يكون المؤمن لعانا » (٢) الى غير ذلك من الأحاديث التي وردت عنه (ص) فى تحريم سب المسلم وقذفه ، فلذا اندفعوا الى اعلان سخطهم والى الانكار عليه وعلى ولاته ، ونسوق نص كلامهم في ذلك :
وعزّ على سعد أن يسمع سب أمير المؤمنين وهو يعير ذلك أذنا صماء من دون أن ينكر عليه ، فقد ذكر المؤرخون ان معاوية بعد عام الصلح قصد بيت الله الحرام ، وبعد فراغه من الطواف توجه الى دار الندوة فلما استقرّ به المجالس شرع فى سبّ أمير المؤمنين فغضب سعد والتفت الى معاوية قائلا :
« يا معاوية أجلستني على سريرك ثم شرعت فى سبّ عليّ ، والله لان يكون فيّ خصلة واحدة من خصال كانت لعلي أحبّ إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، والله لأن أكون صهرا لرسول الله (ص) ولي من الولد ما لعلي أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس والله لأن يكون رسول الله (ص) قال لي ما قال له فيه يوم خيبر : « لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ليس بفرّار ، يفتح الله على يديه » أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، والله لأن يكون رسول الله (ص) قال لي ما قال له فى غزوة تبوك : « ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي » أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، وأيم الله
__________________
(١) الترغيب والترهيب ٣ / ٣٩٤ ، وفيض القدير ٤ / ٨٤.
(٢) صحيح الترمذي.