ما دخلت لك دارا ما بقيت ، ثم نهض وهو غضبان ثائر » (١).
وكانت السيدة أم سلمة عالمة بمنزلة أمير المؤمنين (ص) ولما له من المنزلة الكريمة عند رسول الله (ص) ولما رأت أن معاوية يسبه علانية وجهرا اندفعت الى انكار ذلك وقد رفعت الى معاوية مذكرة جاء فيها : « إنكم تعلنون الله ورسوله على منابركم ، وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب (ع) ومن أحبه ، وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله ».
ولكن انكارها لم يجد شيئا فقد بقي معاوية مصرّا على غيه وإثمه (٢).
واجتاز حبر الأمّة عبد الله بن عباس على قوم يسبون أمير المؤمنين فقال لقائده : ادنني منهم فأدناه ، فانبرى إليهم وقد قدّ قلبه قائلا لهم بنبرات تقطر غضبا وألما :
ـ أيّكم الساب رسول الله؟
ـ نعوذ بالله أن نسب رسول الله!!
ـ أيّكم الساب علي بن أبي طالب!
__________________
(١) مروج الذهب ٢ / ٣١٧ ، وذكره ابن كثير فى تاريخه ، ومسلم فى صحيحه ، والترمذي في صحيحه مع اختلاف يسير بين الروايات ، وذكر المسعودي جواب معاوية لسعد ما يقبح التصريح به رأينا من المناسب تركه.
(٢) العقد الفريد ٣ / ١٢٧ ، وجاء فى مستدرك الصحيحين ١ / ١٢١.
عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة فقالت لي : أيسب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيكم؟ فقلت : معاذ الله ، أو سبحان الله ، أو كلمة نحوها فقالت : سمعت رسول الله (ص) يقول : من سبّ عليا فقد سبني.