منتهى الشدة فأجابه الامام (ع).
« إني خشيت أن يجتث المسلمون عن وجه الأرض ، فأردت أن يكون للدين ناعي » (١).
وأدلى الامام (ع) في حديثه عن حرصه على دماء المسلمين وانه لو فتح باب الحرب بينه وبين معاوية لما بقي مسلم على وجه الأرض ، فصالح حفظا على دماء المسلمين وابقاء عليهم.
وسفيان بن أبي ليلى كان ممن يدين بفكرة الخوارج ، فقد دخل على الامام وتكلم بكلمات تنمّ عن نفس مترعة بالجفاء والجهل قائلا :
« السلام عليك يا مذل المؤمنين » ،
فتأثر (ع) منه واندفع قائلا :
« ويحك أيها الخارجي ، لا تعنفني ، فان الذي أحوجني الى ما فعلت قتلكم أبي ، وطعنكم إياي ، وانتهابكم متاعي ، وإنكم لما سرتم الى صفين كان دينكم أمام دنياكم ، وقد أصبحتم اليوم ودنيا كم أمام دينكم ، ويحك أيها الخارجي!!! إني رأيت أهل الكوفة قوما لا يوثق بهم ، وما اعتز بهم إلا من ذل ، وليس أحد منهم يوافق رأي الآخر ، ولقد لقى أبي منهم امورا صعبة ، وشدائدا مرّة وهي أسرع البلاد خرابا ، وأهلها هم الذين
__________________
ـ رسول الله ، فأعطاه إياه ، فلما خرج قالت إليه امرأة من أهله : يا موسى أما تذكر وصية أبيك ، فلما سمع بذلك طلبه حتى أخذ منه الرمح فكسره ، جاء ذلك فى الاصابة ٣ / ٤٦٠.
(١) البحار.