فرقوا دينهم وكانوا شيعا » (١).
ودخل بشير الهمداني على الامام وكان (ع) في يثرب فقال له :
« السلام عليك يا مذل المؤمنين ».
« وعليك السلام ، اجلس ».
فلما استقر به المجالس التفت (ع) له قائلا :
« لست مذلاّ للمؤمنين ، ولكني معزّهم ، ما أردت بمصالحتي إلا أن أدفع عنكم القتل عند ما رأيت تباطؤ أصحابي ونكولهم عن القتال » (٢).
وسليمان بن صرد من صفوة أصحاب الامام في إيمانه وعقيدته وولائه لآل البيت عليهمالسلام ، ولم يكن حاضرا في المدائن حينما جرى الصلح فلما وافته الأنباء المؤلمة توجه الى الامام وكان في يثرب فلما انتهى إليه اندفع قائلا :
« السلام عليك يا مذل المؤمنين ».
« عليك السلام ، اجلس ».
فلما جلس اندفع قائلا :
« إن تعجبنا لا ينقضي من بيعتك لمعاوية!! ومعك مائة ألف مقاتل من أهل العراق وكلهم يأخذ العطاء مع مثلهم من أبنائهم ومواليهم سوى شيعتك من أهل البصرة وأهل الحجاز ، ثم لم تأخذ لنفسك ثقة في العهد ، ولا حظا من
__________________
(١) تذكرة الخواص ص ٢٠٧ ، وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج والكشي فى رجاله صورة أخرى غير هذه الصورة.
(٢) الدينوري ص ٢٠٣.