وأثر عنهم أنهم قالوا : « لا تجتمع النبوة والخلافة فى بيت واحد » وبعد هذا فكيف يثبتون اخبار النبي (ص) في أهل بيته.
وعلى أي حال فان أعظم ما مني به المسلمون من الكوارث هي الروايات المفتعلة التي عهد معاوية بوضعها فانها قد أوجبت تشتت المسلمين واختلافهم في كل شيء ، وهي مما لا شبهة فيه من أعظم موبقات ابن هند.
قال رسول الله (ص) : « الولد للفراش ، وللعاهر الحجر ». لقد ضرب معاوية كلام رسول الله (ص) بعرض الجدار بلا خيفة ولا حذر.
فعاكس قوله ، ورد حكمه علانية لأجل تدعيم ملكه ، وإقامة سلطانه ، فاستلحق به زياد بن أبيه طبقا لما كان عليه العمل قبل الإسلام!
يقول الله تعالى : « أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون » (١) لقد بغى معاوية حكم الجاهلية ، وأحيى سننها فألحق به زياد بن أبيه وهو ابن بغية ، فان سمية كانت من ذوات الرايات بالطائف تؤدي الضريبة الى الحارث بن كلدة (٢) من بغيها ، وكانت تنزل
__________________
(١) سورة المائدة آية ٥٠.
(٢) الحارث بن كلدة بن عمر الثقفي كان طبيبا مشهورا عند العرب وكان من الشعراء ومن شعره :
ان اختياريك لا عن خبرة سلفت |
|
ولا الرجاء ومما يخطئ النظر |
كالمستغيث ببطن السيل يحسبه |
|
جزرا يبادره إذ بله المطر |
فقد رأيت بعبد الله واعظة |
|
تنهى الحليم فما أناني الغرر |
إن السعيد له في غيره عظة |
|
وفي التجارب تحكيم ومعتبر |
لأعرفنك إن أرسلت قافية |
|
تلقى المعاذير إذ لا تنفع العذر |
جاء ذلك في معجم الشعراء ص ١٧٢.