دراهم على ما رووه (١) عند صدقته المذكورة عند سورة هل أتى (٢) فإنه يشكل الحال فيه على منصور أبي عثمان.
وأما أن من أشار إليه قتل قبل الهجرة مرارا فإنه قول لا يستند إلى
__________________
مستدركه : ٢ / ٤٨١ والخازن في تفسيره : ٧ / ٤٤ وابن الاثير في جامع الاصول : ٢ / ٤٥٢ والرازي في تفسيره : ٢٩ / ٢٧١ وسبط ابن الجوزي في التذكرة : ٢١ والشافعي في كفاية الطالب : ١٢٠ والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ٣٠٢ وابن الصباغ في الفصول المهمة : ١٠٥ والقندوزي في الينابيع : ١٠٠.
(١) ن : رواه.
(٢) ان آية ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) البقرة : ٢٧٤ ، هي التي نزلت في شأن تصدق المولى أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ بأربعة دراهم ، وليست سورة هل أتى وان كان لها شأن نزول في حقه سلام الله عليه سيأتي تفصيل ذلك ان شاء الله تعالى فلاحظ.
وأما ما رواه القوم بشأن الآية المذكورة فهو :
اسد الغابة : ٤ / ٢٥ روى بطريقين عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن ابي طالب ـ عليهالسلام ـ كان عنده أربعة دراهم ، فانفق بالليل واحدا ، وبالنهار واحدا ، وفي السر واحدا ، وفي العلانية واحدا. وكذلك رواه الزمخشري في الكشاف في تفسير الآية المذكورة والسيوطي في الدر المنثور في ذيلها وابن عساكر في تاريخه : ٢ / ٤١٣ من ترجمة الامام عليهالسلام والهيثمي في مجمع الزوائد : ٦ / ٣٢٤.
وأما المحب الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ٢٠٦ فقد قال :
عن ابن عباس في قوله تعالى ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ ... ) الآية قال : نزلت في علي ابن أبي طالب عليهالسلام ، كانت معه أربعة دراهم ، فأنفق في الليل درهما ، وفي النهار درهما ، ودرهما في السر ، ودرهما في العلانية ، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ـ : ما حملك على هذا؟ فقال : ان استوجب على الله ما ( وعدني ) ، فقال : الا أن لك ذلك فنزلت الآية.
وذكر هذا أيضا الفخر الرازي في تفسيره في ذيل الآية المذكورة.
وأما ابن حجر فقد روى في صواعقه : ص ٧٨ ، قال : وأخرج الواقدي عن ابن عباس قال : كان مع علي عليهالسلام أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية ، فنزل فيه : ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ ... ) الآية.
وذكره ايضا الشبلنجي في نور الأبصار : ص ٧٠. والواحدي في أسباب النزول : ص ٦٤.