المشتغلين عنه بعد وفاته بالاستيلاء على مقاماته.
وقد روى العلماء من غيرنا (١) أن النبي صلىاللهعليهوآله نص على موضع دفنه (٢) وهو أثبت من رواية يتهم راويها ويستغش حاكيها وقد أشرت إلى ذلك في كتاب الروح.
وذكر من فضائل منصوره أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا والآخرة فاختار ما عند الله فبكى أبو بكر (٣) ولا أدري ما برهان كون ذلك من المناقب.
وذكر من مناقبه تولية (٤) خالد (٥) وكأن المشار إليه كان جاهلا بالسيرة أو متجاهلا إذ (٦) كان لخالد في ولايته من المخاطر ما أنكره عمر (٧).
__________________
(١) ابن سعد بسنده عن ابن مسعود ضمن حديث له :
قلنا يا رسول الله من يغسلك؟ فقال : رجال من أهلي ، الادنى فالادنى ، قلنا : يا رسول الله ففيم نكفنك؟ فقال : في ثيابي هذه ان شئتم أو ثياب مصر أو في حلة يمانية ، قال : قلنا يا رسول الله من يصلي عليك؟ وبكينا وبكى ، فقال : مهلا رحمكم الله وجزاكم عن نبيكم خيرا ، اذا انتم غسلتموني وكفنتموني فضعوني على سريري هذا ، على شفة قبري في بيتي هذا ، ثم أخرجوا عني ساعة فان اول من يصلي عليّ حبيبي وخليلي جبرئيل ثم ميكائيل ثم اسرافيل ثم ملك الموت معه جنوده من الملائكة بأجمعهم ... الحديث.
انظر طبقات ابن سعد : ٢ / ق ٢ / ٤٦ وتاريخ الطبري ٢ / ٤٣٥.
(٢) ج : مدفنه.
(٣) العثمانية : ٨٥.
(٤) ن : توليه.
(٥) العثمانية : ٨٦.
(٦) ق : بدل ( اذ ) ( و).
(٧) ذكر ابن حجر في اصابته ج ٢ القسم ١ ص ٩٩ قال :
وكان سبب عزل عمر خالدا ( يعني من الشام ) واستعماله أبا عبيدة عليه ، ما ذكره الزبير بن بكار قال : كان خالد اذا صار اليه المال قسمه في أهل الغنائم ، ولم يرفع الى ابي بكر حسابا. وكان فيه تقدم على أبي بكر يفعل أشياء لا يراها أبو بكر ، أقدم على قتل مالك بن نويرة ونكح