وسُخْرَةٌ ، كغُرْفَةٍ : يَسْخَرُ منهُ النَّاسُ ويهزَؤُونَ به. وهُوَ مَسْخَرَةٌ ـ كمَرْحَلَة ـ من قَوْمٍ مَسَاخِرُ.
وسَخَّرَهُ تَسْخِيراً : ساقَهُ وذَلَّلَهُ لِما يُرِيدُهُ قَهْراً ، واستَعْمَلَهُ بِلَا أُجْرَةٍ ، كسَخَرَهُ ، وتَسَخَّرَهُ ، كمَنَعَهُ وتَذَكَّرَهُ.
والاسمُ : السُّخْرِيُ ، والسُّخْرِيَّة ـ بالضّمِّ والكسرِ فيهما ـ أَو هما بالضَّمِّ من سَخَّرَهُ ، وبالكسرِ من سَخِرَ منهُ.
وهؤُلاءِ سُخْرَةٌ للسُّلطانِ ، كغُرْفَةٍ : يَتَسَخَّرُهُم ويستَعْمِلُهُم بلا أُجْرَةٍ.
وهُوَ خَادِمٌ سُخْرَةٌ ، ودابّةٌ ، وفُلَانٌ سُخْرَةٌ : يُتَسَخَّرُ في العملِ.
ومن المجاز
هُوَ يقُولُ ولا يَسْخَرُ ، أَي لا يَقُولُ إلاّ ما هُوَ حَقٌّ.
وسَخَرَتِ السَّفِينَةُ ، كمَنَعَت : طابَ لهَا الرِّيحُ فسارَتْ. فهي سَاخِرَةٌ مِنْ سُفُنٍ سَوَاخِرُ.
الكتاب
( وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ) (١) المَسُوقِ المُذَلَّلِ قَسْراً بينهما ، وذلك أَنَّ طبَع الماءِ ثقيلٌ يقتَضي النُّزُولَ ، فكانَ بقاؤُهُ في الجَوِّ على خلافِ طبعِهِ بِقَاسِرٍ مُسَخِّرٍ لَهُ.
( وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ ) (٢) سَخِرُوا منُه : استَهزَؤُوا ؛ لأَنَّهم (٣) لم يكونوا رَأَوا السَّفينةَ قبلَ ذلكَ فكانُوا يعجَبُون ويستهزِئُونَ ، أَو لأَنَّهُ كانَ يصنَعُها في مَفازَةٍ بعيدَةٍ عنِ الماءِ فكانُوا يتَضَاحَكُونَ ويقولون : يا نوحُ صِرْتَ نجَّاراً بعد ما كنتَ نَبِيّاً ، أَو لأَنّه كان يُنذِرُهُمُ الغرقَ فطالتِ المدَّةُ ولم يَرَوا منهُ عيناً ولا أَثراً فعدُّوه كذباً فكانُوا يسخَرُونَ منه ، فأَجابَهُم بقولهِ : إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا في الحالِ فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ فِي المُستقبَلِ سُخْرِيَّةً
__________________
(١) البقرة : ١٦٤.
(٢) هود : ٣٨.
(٣) في « ج » : كأَنَّهم.