والتقدير : لعَمْرُكِ ولعَمْرِي قَسَمِي أَو ما أقسم به ..
ويقال : رَعَمْلُكَ بتقديمِ الرِّاءِ على العين وتأَخير اللاَّم عن الميمِ ؛ قال عُمَارَةُ بنُ عقيل :
رَعَمْلُك إنَّ
الطَّائرَ الوَاقِعَ الَّذي |
|
تعرَّضَ لِي مِن
طَائرٍ لَصَدُوقُ (١) |
فإن حَذَفت اللاَّم جازَ ضمّ العين فتقول : عُمْر الله لأَفعَلَنَّ ، بفتحِ العينِ وضمِّها مرفوعاً بالابتداءِ ومنصوباً بفعلٍ مقدَّر والأَصل أَحلف بعمرِ الله فحذف الجار ووصل إليه الفعل فعَملَ فيه نصباً ومعناه : أحلف ببقاءِ الله ودوامِهِ.
وقالوا في قَسَم السُّؤال : عمَّرتك الله أن تقوم ، بتشديد الميم ومعناه : سأَلت الله تَعْمِيرك ثمَّ ضمّن معنى الطَّلب ، أَو ذكّرتك بالله تذكيراً يعمّر القلب ولا يخلوا منه ، ونصب اسم الجلالة بإسقاطِ الخافضِ ، وحقيقته عمَّرت قلبك بتذكير الله فحذف مضافان وهما القلب والتذكير وخافض وهو الباء فقيل : عمّرتك الله ، وقالوا في معناه : عَمْرَكَ الله أَن تقوم ، وهو مصدر محذوف الزَّوائد منصوب على أَنَّه مفعول مطلق ، وفي اسم الجلالة وجهان : نصبهُ على نزعِ الخافضِ والأصل تذكيرك بالله ، ورفعهُ بالمصدرِ على الفاعليَّةِ والمعنى تَعْمِيرك الله بإضافةِ المصدر إلى مفعولِهِ وارتفاع فاعله به ، وبالوجهين روي قول عمر بن أَبي ربيعة :
أَيُّها
المُنْكِحُ الثُّرَيَّا سُهَيْلاً |
|
عَمْرَكَ الله
كَيف يَلْتَقِيَانِ (٢) |
رواهُ أَهلُ العربيَّةِ بالنَّصبِ ، وابن الأَعرابيّ بالرَّفعِ.
وأَدخلوا الباءَ على هذا القسم فقالوا : بعَمْركَ ، بفتحِ العينِ وضمِّها ؛ قال :
بعَمْركَ هَل رَأَيت له سَمِيّاً (٣)
__________________
(١) الأساس : ٣١٣ والتّاج.
(٢) ديوانه : ٣٧٩.
(٣) صدر بيت لعمر بن أَبي ربيعة كما في الأمالي للقالي ٢ : ١١ وفيه لعمرك لها ، والخزانة للبغدادي ١٠ : ٥٦ وفيه : لها. وعجزه :
فَشاقَكَ أَم رأَيت لها خَدِينَا