ومنهُ : ( إِذا وُضِعَتِ المَائِدَةُ فَلْيأْكُلِ الرَّجُلُ مِمَّا يَلِيهِ وَلَا يَرْفَعْ يَدَهُ ، وإِن شَبعَ فَلْيُعَذِّرْ ) (١) أَي فَلْيُقَصِّرْ فِي الأكلِ وهو يُري صاحبَهُ أَنَّهُ مُجتهدٌ فيهِ.
( عَذِيرَكَ مِنْ خَلِيلِكَ مِنْ مُرَادِ ) (٢)
أَي هَاتِ مَنْ يَعْذِرُكَ في أَمرهِ إِن أَنتَ كافأتَهُ بسُوءِ ارادته.
( عَذِيرِي اللهُ مِنْهُمْ ) (٣) أَي اللهُ يَعِذُرني منهُم إن أَسأت إليهم قولاً أَو فعلاً.
( وُلِدَ مَعْذُوراً مَسْرُوراً ) (٤) [ أَي ] (٥) مَخْتوناً مقطوع السّرّة.
( لم يبق لَهُمْ في الأَرْضِ عَاذِر ) (٦) أَى أَثرٌ ، أَو مَنْ يَعذرهم (٧) في سوءِ أَعمالهِمْ ..
وفي حديثِ الحسن بنِ عليٍّ عليهماالسلام في أمرِ معاويةَ : ( حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ فِي السَّمَاءِ عَاذِرٌ وَلَا فِي الأَرْضِ نَاصِرٌ ) (٨) وهو بالمعنَى الثّاني (٩) لا غيرَ ، قالَ ابنُ أبي الحديدِ : وقولُهُ : « ولا في الأَرضِ ناصِرٌ » أَي ناصرٌ ديني ؛ أَي لا يمكِنُ أَحداً (١٠) أَن ينتصِرَ لَهُ بتأويلِ ديني ؛ أَي يتكلَّفُ بهِ عُذْراً لأفعالِهِ (١١).
__________________
(١) غريب الحديث للخطّابي ٢ : ٥٩ ، الفائق ٧ : ٤٠٤ ، النّهاية ٣ : ١٩٨ بتفاوت في الجميع.
(٢) غريب الحديث للخطّابي ٢ : ٣٥٩ ، غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٧٦ ، النّهاية ٣ : ١٩٧ ، هذا عجز بيت طالما تمثّل به الإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام وتمامه :
اريدُ حياته ويريد قتلي |
|
عذيرك من خليلك من مراد |
ويروَى : « أريد حباءَهُ » كما في المقاييس ٤ : ٢٥٣ ونسبه في الأساس إلى عمرو بن معديكرب ، وفي اسد الغابة ٤ : ١٣٤ في ترجمة عمرو بن معديكرب أورد قطعة من القصيدة ثم قال : وتروى هذه الابيات لدريد بن الصمّة وهي لعمرو بن معديكرب أشهر.
(٣) غريب الحديث لابن قتيبة ١ : ٣٣٦ / ١٣ ، الفائق ٢ : ٦٦.
(٤) الفائق ٢ : ٤٠٤ ، النّهاية ٢ : ٣٥٩ و ٣ : ١٩٦.
(٥) عن النّهاية.
(٦) غريب الحديث لابن قتيبة ١ : ٣٧٠ / ٣١ ، الفائق ٢ : ١٦١.
(٧) ما بين القوسين ليس في « ع ».
(٨) مقاتل الطّالبيّين : ٤٤ ، وفيه : لا يكون بدل : لم يبق.
(٩) أي بمعنى من يعذرهم.
(١٠) كذا في النّسخ والمصدر ، وفي البحار ـ ٤٤ : ٦٠ / ٧ ـ عن ابن أبي الحديد : أحد.
(١١) شرح نهج البلاغة ١٦ : ٤٥.