( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ) (١) البأساءُ : الفقرُ والشدّة.
والضَّرَّاءُ : المرضُ والزِّمانَةُ. وحينَ البأسِ : الجهادُ في سبيلِ اللهِ.
( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ) (٢) في حالَيْ اليُسرِ والعُسرِ ، أَو في كُلِّ الأحوالِ ؛ لأنَّ الإنسانَ لا يَخْلُو مِن مَسَرَّةٍ أو مضرَّةٍ ، أَي لا يَخْلُونَ بأَنْ يُنفِقوا في كِلتا الحَالَتَينِ أَو في الأَحوالِ كُلِّها ما قَدِرُوا عليهِ من مَعرُوفٍ وإِن قَلَّ.
( ثُمَ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ ) (٣) أَحمِلُهُ عليهِ وأَدفَعُهُ إليهِ بحيثُ لا يُمكِنُهُ التَّخلُّصُ منهُ. ومِثُلُه : ( ثُمَ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ ) (٤).
الأثر
( لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ فِي الإِسَلَامِ ) (٥) هُما بمعنىً ؛ على التّأكيدِ ، أَو الضَّررُ أَنْ تضُرَّ صاحَبكَ والضِّرارُ أَن يَضُرَّكَ وتَضُرَّهُ ، أَو الضَّرُر من واحدٍ والضِّرارُ من اثنَينِ ، أَو الضَّرَرُ أَنْ تَضُرَّهُ بما ينفَعُكَ والضِّرارُ أَنْ تَضُرَّهُ بما لا منفعةَ لكَ فيهِ وهو يَضُرُّهُ.
( لَا يَضُرُّهُ أَنْ يَمَسَّ مِنْ طِيبٍ ) (٦) هذِهِ ( كلمةٌ ) (٧) ظاهِرُها الإِباحةُ ومعنَاهَا الحَثُّ والتَّرغيبُ ، أَو لا يُقالُ إِلاّ فيمَا فيهِ مظنّةُ ضَررٍ.
( لَا تَضَارُّونَ فِي رُؤيتِهِ ) (٨) بفَتحِ التّاءِ ، وأَصلُهُ تَتَضَارُّونَ ، أَي لا يُخَالِفُ بعضُكُمْ بعضاً بمنازَعةٍ ومُجادلةٍ فيها فيَضُرُّهُ بذلكَ ، أَو لا يَحْجُبُ بعضُكُم بعضاً عِندَ رؤيتِهِ فيَضُرُّهُ بذلكَ (٩).
__________________
(١) البقرة : ١٧٧.
(٢) آل عمران : ١٣٤.
(٣) البقرة : ١٢٦.
(٤) لقمان : ٢٤.
(٥) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٨ ، النّهاية ٣ : ٨١ ، مجمع البحرين ٣ : ٣٧٣.
(٦) مشارق الأنوار ٢ : ٥٧ ، النّهاية ٣ : ٨٢ ، مجمع البحرين ٣ : ٣٧٤.
(٧) ليست في « ع » و « ج ».
(٨) الفائق ٢ : ٣٣٥ ، غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٩ ، النّهاية ٣ : ٨٢.
(٩) هناك وجوه أخر للحديث استقصاها في اللّسان.