وشِعَارُ القَوْمِ : عَلَامَتُهُم الّتي يُعرَفُونَ بِها في الحَربِ ؛ وهيَ نِداءٌ يَختَصُّونَ بِهِ ويَرفَعُ كُلٌّ مِنْهُم بِهِ صَوْتَهُ ، وكانَ شِعارُ المُهاجِرِينَ يَوْمَ الأَحزابِ « ( حم ) ... ( لا يُنْصَرُونَ ) » ، وشِعَارُ أَصحابِ عَليٍّ عليهالسلام في صفِّين : « عَلِيٌّ المَنْصُورُ » ، ويُطلَقُ على الَّلونِ منَ الِّلباسِ يَخْتَصُّ بِهِ قَومٌ دُونَ غَيرِهِم ؛ كالسَّوادِ لبَني العَبَّاسِ ، والخُضْرَةِ لأَبناءِ الرَّسُولِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانَ أَوَّلَ مَنْ خَصَّهُم بِها المَلِكُ الأَشْرَفُ شَعْبَانُ بنُ حُسَيْنٍ مَلِكُ مِصرَ في سَنَةِ ثَلاثٍ وسَبعينَ وسَبْعمائَةَ ، وفي ذلكَ يَقُولُ أَبُو عَبدِ الله الأَندَلُسِيُّ الأَعْمَى :
جَعَلُوا
لأِوْلَادِ الرَّسُولِ عَلَامَةً |
|
إِنَّ
العَلَامَةَ شَأْنُ مَنْ لَمْ يُشْهَرِ |
نُورُ
النُّبُوَّةِ في وسِيمِ وُجُوهِهِمْ |
|
يُغْنِي الشَّريفُ
عَنِ الشِّعارِ الأَخْضَرِ (١) |
وأَشْعَرُوا القَوْمُ : نَادَوا بِشِعارِهِمْ ..
وفي سَفَرِهِمْ : جَعَلُوا لأَنفُسِهِمْ شِعاراً ؛ وهُوَ أنْ يَرْفَعُوا لَهُمْ عَلَماً يَنْصِبُونَهُ ليَعْرِفَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ بِهِ رُفْقَتَهُ ..
والحَاجُّ البَدَنَةَ : أَعلَمَها ؛ وهو أَن يَشُقَّ جِلْدَها أَو يَطْعَنَها حَتَّى يَظْهَرَ الدَّمُ ، والمَسنُونُ أَن يَضْرِبَ صَفحَةَ سَنامِها اليُمنى بحَديدةٍ وهِيَ مُسْتَقِبَلةُ القِبْلةِ فيُدْمِيها ويُلَطِّخُها بالدَّمِ ليُعْلَمَ أَنَّها هَدْيٌ ، وهِيَ شَعِيرةٌ ؛ لأَنَّها مِنْ شعائرِ الحَجِّ.
وأَشْعَرْتُ فُلاناً ، إِذا جَرَحْتَهُ حتَّى دَمَّيْتَهُ ..
وزَيْداً جَعَلْتُهُ عَلَماً وَشُهْرَةً بِقَبيحَةٍ أَشْهَرْتُهُ بِها ..
وأَمْرَهُ : جَعَلْتُهُ مَعْلُوماً مَشْهُوراً.
وكَنَتِ العَرَبُ عَنْ قَتْلِ المُلُوكِ خاصَّةً بالإِشْعَارِ ؛ فَقالُوا : أُشْعِرَ المَلِكُ ؛ إِذا قُتِلَ ؛ صِيانةً لهُم عَنْ لَفْظِ القَتْلِ ، وقَالُوا : دِيَةُ المُشْعَرَةِ أَلْفُ بَعيرٍ ، يعنُونَ المُلوكَ
__________________
(١) البيتان في نفح الطّيب ١٠ : ٢٠٠ هكذا :
جعلوا لابناء الرَّسول علامة |
|
إِنَّ العلاّمة شأن من لم يشهر |
نور النّبوّة في كريم وجوههم |
|
يغني الشّريف عن الطّراز الأخضر |