أَي هذا النَّوْعَ من الاستِباقِ ، لأَنَّها اسمُ نَوْعٍ قامَ مقامَ المصدرِ كرَجَعَ القَهْقَرَى ، فانتصابُها على المصدرِ المُبَيِّنِ لِنَوْعِ عامِلِهِ لا على الحالِ ، فقولُ الفيروز آباديّ : أَي مُبَادِرِينَ ، خِلافُ الصَّوابِ ، إِلاَّ أَن يُرِيدَ بَيانَ حاصِلِ المعنَى.
والبَادِرَةُ (١) : البَدِيهَةُ ، وما يَبْدُرُ مِنَ الإِنسان عِنْدَ حِدَّتِهِ من مَكْروهٍ ؛ قَوْلاً كانَ أَو فِعْلاً ؛ تَقولُ : أَنَا أَخافُ بَادِرَتَهُ ، وهُوَ مَخْشيُ البَادِرَةِ ؛ قالَ النَّابغَةُ (٢) :
وَلَا خَيْرَ
فِي حلْم إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ |
|
بَوَادِرُ
تَحِمْي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرا |
وبَدَرَتْ مِنْهُ بَوَادِرُ : سَقَطَاتٌ وفَرَطَاتٌ.
وظَهَرَتْ بَوَادِرُ الخَيْلِ : أَوَائلُهَا.
وبَوَادِرُ النَّباتِ : أَوَّلُ ما يَتَفَطَّرُ منهُ.
وأَصابَتْهُ بَادِرَةُ السَّهْمِ : طَرَفُهُ مِنْ جِهَةِ النَّصْلِ.
وبَادِرَةُ السَّيْفِ : شَبَاتُهُ.
واحمَرَّتْ بَوَادِرُ الخَيْلِ : وهي اللَّحْمَاتُ بَيْنَ المَنَاكِبِ والأَعنَاقِ ؛ قال (٣) :
وجَاءَتِ الخَيْلُ مُحْمَرّاً بَوَادِرُهَا
ومِنْهُ : رَجَفَت بَوَادِرُهُ ، إِذا فَزِعَ ؛ لأَنَّ هذِهِ اللَّحْمَات تَرْجُفُ عِنْدَ الفَزَعِ. وقيلَ : هي مِنَ الإِنْسَانِ ما فَوْقَ المَنْكِبِ وأَسْفَلَ الثُّنْدُوَةِ (٤).
وبَادِرَةُ الوَرْسِ : أَحدَثُهُ ، وأَجوَدُهُ.
و ـ مِنَ الحُوَّاءَةِ ، كتُفَّاحَةٍ : وَرَقُها ؛ وهي بَقْلَةٌ تَلْزَقُ بالأَرْضِ.
والبَدْرُ ، كفَلْسٍ : القَمَرُ لَيْلَةَ تَمَامِهِ ؛ لِمُبَادَرَتِهِ الشَّمْسَ بالطُّلوعِ كأَنَّهُ يُعَجِّلُها المَغِيبَ ، أَو لِتَمَامِهِ وامتِلائهِ.
وكُلُّ شَيءٍ تَمَّ وامتَلأَ فهو : بَدْرٌ.
__________________
(١) جاء في عهد أمير المؤمنين عليهالسلام لمالك الأشتر : « ولا تسرعن إلى بادَرِةٍ » نهج البلاغة ٣ : ٩٤.
(٢) وهو النّابغة الجعدي كما في اللّسان والتّاج.
(٣) هذا الشّطر وقع في شِعرَين أَحدهما لحاتم الطّائي كما في الصّحاح ، وعجزه :
بالماء تَسْفَحُ من لُبَّاتِها العَلَقُ
ووقع في شعر خِرَاشة بن عمرو العبسي كما في الأساس : ١٧ ، واللّسان والتّاج ، وعجزه :
زُوراً وزَلَّتْ يَدُ الرَّامي عن الفُوقِ
(٤) ومنه حديث المبعث : « فرَجَع ترجُف بَوَادِرُهُ » الفائق ٢ : ١٤٣.