وقالَ مالِكُ بنُ الصَّمْصَامَةِ :
بِرَابِيَةٍ بَيْنَ المحاصِرِ وَالبُتْرِ (١)
وبُتْر ، بلا لامٍ : موضعٌ بالأَندَلُس ، منهُ : مَسْلَمَةُ ابنُ مُحَمَّدٍ البُتْرِيُ ؛ المُحَدِّثُ.
والبَتْرَاءُ : موضعٌ سَلَكَهُ النِّبيُّ صلىاللهعليهوآله فِي غَزْوَتِهِ لبِنَي لِحْيَان بقُرْبِهِ مَسْجِدٌ لَهُ عليهالسلام.
وبُتْرَانُ ، كعُثْمَانَ : موضعٌ في بِلاد بَني عَامِر.
وبِتْرِيرُ ، كجِرْجِير ويُفْتَحُ : حِصْنٌ بمُرْسِيَةَ الأَنْدَلُس.
وعَبْدُ اللهِ بنُ أَحمَدَ بنِ بُتْرِيّ ـ كتُرْكيّ ـ الأَنْدَلُسِيّ : مُحَدِّثٌ.
والبَتْرِيَّةُ ، بالفَتْحِ لا بالضَّمِّ ، وغَلِطَ الفِيرُوز آبادِيُّ : فِرْقَةٌ من الزَّيدِيَّةِ وهُمْ أَصحابُ كثير النّوا لقَولِ زَيْدِ بنِ عَلِيٍّ لَهُمْ : بَتَرْتُمْ أَمْرَنَا بَتَرَكُمُ اللهُ (٢). وأَمَّا قَوْلُ الجَوْهَرِيّ (٣) وتَبِعَهُ الفِيروز آبادِيّ : أنَّهُم نُسبوا إِلى المُغِيرَةِ بنِ سَعْدٍ ولَقَبُهُ الأَبْتَرُ ، فغَيْرُ مَعْرُوفٍ.
الكتاب
( إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) (٤) أَي إِنَّ مُبْغِضَكَ هو المُنْقَطِعُ من الخَيْرِ ، أَو المُنْقَطِعُ النَّسْلِ أَوِ العَقِبِ.
قَالَ عَامَّةُ أَهلِ التَّفْسِيرِ : نَزَلَت فِي العَاصِ بنِ وَائل ؛ كَانَ يَقُولُ لِقُرَيْشٍ : إِنَّ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآله أَبْتَرُ لا ابنَ لَهُ يَقومُ مَقامَهُ بَعْدَهُ فَإِذا ماتَ انقَطَعَ ذِكرُهُ واسْتَرَحْتُمْ منهُ (٥) ، وكانَ قد مَاتَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ مِنْ خَدِيجَةَ فَبَيَّنَ الله تَعَالَى بِهذِهِ الصِّيغَةِ المُفِيدةِ للحَصْرِ [ أنَ ] (٦) أُولَئكَ الكَفَرَةَ ـ القائلَ منهُم والمَقُولَ لَهمْ ـ هُمُ الَّذينَ يَنْقَطِعُ نَسلُهُم وذِكرُهُم وأَنَّ نَسْلَكَ ثابِتٌ إِلى يومِ القيامَةِ ؛ كما قالَ عليهالسلام : ( كُلُّ حَسَبٍ وَنسَبٍ يَنْقَطِعُ يوم القيامة إِلاَّ حَسَبِي وَنسَبِي ) (٧).
__________________
(١) معجم البلدان ١ : ٣٣٥. وصدره :
خليليّ إن حانت وفاتيَ فَاحْفُرا
(٢) اختيار معرفة الرّجال ٢ : ٥٠٥.
(٣) الصحاح.
(٤) الكوثر : ٣.
(٥) أسباب النزول : ٣٠٧ ، تفسير البحر المحيط ٨ : ٥٢٠.
(٦) الزيادة يقتضيها السّياق.
(٧) شواهد التنزيل ١ : ٥٣٠ ، تفسير جوامع الجامع ٢ : ٥٩٩ ، وفيهما : منقطع.