الأثر
( فَاحْتَفَرَتْ كمَا يَحْتَفِرُ الثَّعلبُ ) بالرَّاء في روايةِ الجمهورِ ، وبالزَّاي للسَّمرقنديِّ ؛ وهو الصَّوابُ ، أَي تَضَامَمَتْ واجتمعتْ (١).
( وتَسْتَغْفِرُ بِنَدَامَتِكَ عندَ الحَافِرِ ) (٢) أَي عندَ مواقعةِ الذَّنبِ من غيرِ تأخيرٍ لأنَّ التَّأخيرَ من الإِصرارِ ؛ وهو من قولهم : ( النَّقْدُ عندَ الحَافِرِ ) ويأتي في المثل.
المثل
( مَنْ حَفَرَ لأخِيهِ جُبّاً وَقَعَ فيهِ مُنْكَبّاً ) (٣) يُضرَبُ لمن أرادَ بصاحبِهِ مَكْراً فحاقَ بِهِ.
( النَّقْدُ عندَ الحَافِرِ ) (٤) أَصلُهُ في الفَرَسِ إذا بِيعتْ ، أَي لَا يزولُ حِافِرُها حتّى يُنْقَدَ ثمنُها ؛ لأَنَّها لكرامتها لم تكُنْ تُباعُ نسيئةً ، ثمّ كثرُ حتّى استُعمل في غير الفرسِ أَيضاً.
ويُروى : ... عندَ الحَافِرَةِ ، أَي عند الحالةِ الأُولى وهي الصّفقةُ.
وقال ثعلبٌ : مَعْنَاهُ عندَ السَّبْقِ ؛ وذلك أنّ الفرسَ إذا سبقَتْ أُخِذَ الرّهنَ (٥). والحَافِرَةُ : الأَرضُ الّتي حفرَها الفرَسُ بقوائمِهِ ؛ فاعلَةٌ بمعنى مَفْعُولَة.
وقيل : معناهُ عندَ المكانِ الّذي أُجرِيَ فيه الفرسُ للنَّظرِ وقتَ البيعِ.
وقيل : الحَافِرَةُ التَّقليبُ والرِّضا ؛ مأخوذٌ من حَفْرِ الأَرضِ ، كأَنَّها مصدرٌ كالفاصِلَة والعاقِبة. والمعنى : أنّ السّلعةَ إذا قُلِّبت ونُظِر إليها نظرَ تفتيشٍ ( عنها ) (٦) فرُضِيَتْ وجَبَ أن يُنْقَدَ ثمنُها.
وعلى كلٍّ من المعاني فهو مثل يُضرب في تعجيلِ قضاء الحاجةِ.
__________________
(١) انظر مشارق الأنوار ١ : ٢٠٢.
(٢) غريب الحديث للخطّابي ١ : ٤٧٢ ، الفائق ١ : ٢٩٣ ، النّهاية ١ : ٤٠٦.
(٣) المستقصى ٢ : ٣٥٤ / ١٣٠٢.
(٤) المستقصى ١ : ٣٥٤ / ١٥٢٦ ، وانظر مجمع الأمثال ٢ : ٣٣٧ / ٤٢١١ ، وجمهرة الأمثال ٢ : ٣١٠ / ١٧٤.
(٥) انظر مجالس ثعلب ٢ : ٥٥٦ ، والزّاهر في معاني كلمات النّاس ١ : ٣٦٠ / ٢٨٩.
(٦) ليست في « ج ».