( مَا بِحَضْرَتِكُمْ ) (١) أَي ما هو حَاضِرٌ عندكُم موجودٌ ولا تكلّفوه غَيْرَهُ (٢).
ومنه : ( كُنَّا بِحَضْرَةِ مَاءٍ ) (٣) أَي بقُرْبِهِ.
( أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسِهِ ) (٤) بالضَّمِّ والسّكونِ ، أَي أعطاهُ منَ الأَرضِ مسافةَ عَدْوِ فَرَسِهِ.
( فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ ) (٥) أَي فَعَدَا فَعَدَوْتُ.
( في ثَوْبَيْنِ حَضُورِيَّيْنِ ) (٦) نسبة إلى حَضُورَ ، كرَسُولٍ : قريةٍ (٧) باليَمَنِ.
وحديثُ ( خَرَجُوا إِلَى حَضَائِرِهِمْ ) ـ جَمْعُ حَضِيرَةٍ ؛ وهيَ النَّخْلَةُ ينتشِرُ بُسْرُها وهوَ أَحْضَرُ ـ صوابُهُ بالخاءِ المُعْجَمَةِ (٨) ، وتَصَحَّفَ على صاحبِ مجمعِ البحارِ فذكَرَهُ هنا.
المصطلح
الحُضُورُ على أَربعة أَوجُهٍ :
حُضُورٌ بالقلبِ للرَّبِّ باستدامةِ الذِّكْرِ والإِقبالِ على الفِكْرِ والإِعراضِ عن أُمور الدُّنيا.
وحُضُورٌ بالحقِّ إذا غَابَ عن الخَلْقِ الغَيْبَةَ عن أَعْرَاضِ (٩) النّفس.
وحُضُورُ القلبِ بنَعْتِ البَيَانِ غيرَ محتاجٍ إلى تأمُّلِ الدّليل وتطلُّبِ السَّبيلِ ، فيكونُ مبسوطاً بصفاتِهِ غيرَ مربوطٍ بآياتِهِ.
وحُضُورٌ بمشاهَدَةِ الذَّاتِ والغَيْبَةِ عن
__________________
(١) انظر نهج البلاغة ١ : ٩١ ، ٢ : ٢٠٩ ، وصحيح مسلم ٤ : ٢٢٧٨ / ٢٩٦٧ ، والنّهاية ١ : ٣٩٩.
(٢) كذا في النّسخ وفي النّهاية : ولا تتكلّفوا غيره.
(٣) سنن الدّارقطني ٢ : ٤٢ / ٢٢ ، المعجم الكبير ٧ : ٤٨ / ٦٣٤٩ ، النّهاية ١ : ٣٩٩.
(٤) مسند أحمد ٢ : ١٥٦ ، سنن أبي داود ٣ : ١٧٧ / ٣٠٧٢ ، النهاية ٣٩٨٦١ و ٣ : ٤٨٥.
(٥) مسند أحمد ٦ : ٢٢١ ، صحيح مسلم ٢ : ٦٧٠ / ٩٧٤ ، مشارق الأنوار ١ : ٢٠٧.
(٦) الفائق ٢ : ١٥٩ ، النهاية ١ : ٤٠٠ ، مجمع البحرين ٣ : ٢٧٣.
(٧) وهكذا في المصادر لكن مرّ أَنها بلد.
(٨) انظر مشكاة المصابيح ٢ : ١٢٠٣ / ٤١٣١.
(٩) في النّسخ غير مهموزه وهي تحتمل إعراض النّفس بالكسر. ولعل ما اثبتناه أقرب للمراد.