تَصْحِيفٌ.
قُلْتُ : سَبَقَ الجَوْهَرِيَّ إِلى ذلِكَ خالُهُ الفارابِيُّ في دِيوانِ الأَدَبِ فَقَالَ : الحَبِيرُ : السَّحَابُ ، وهُوَ لُغَامُ البَعِيرِ أَيضاً (١) ، وتَبِعَهُ على ذلِكَ نَشْوانُ في شَمْسِ العُلُومِ (٢).
والحُبَارَى ، بالقَصْرِ : طائرٌ طَويلُ العُنُقِ رَماديُّ اللَّوْنِ ، في مِنْقارِهِ بَعْضُ طُولٍ ، وهو على شَكْلِ الإِوَزَّةِ ، من أَشَدِّ الطَّيْرِ طَيَرَاناً وأَبعَدِها شَوْطاً. وهو اسمُ جِنْسٍ يَقَعُ على الذَّكرِ والأُنثَى. واحُدُهُ وجَمْعُهُ سَوَاءٌ ، وقد يُجْمَعُ (٣) على حُبَارَيَاتٍ (٤).
قالَ الجَوْهريُّ : وأَلِفُهُ لَيْسَتْ للتَّأْنيثِ ولا للإِلحاقِ ، وإِنَّمَا بُنِيَ الاسمُ عليها فصارتْ كأَنَّها من نَفْسِ الكَلِمَةِ ، لا تَنْصَرِفُ في مَعْرِفَةٍ ولا نكِرَةٍ (٥). وتَعَقَّبَهُ غَيْرُ واحِدٍ فقالوا : هذا سَهْوٌ منهُ ، بل أَلِفُهُ للتَّأْنيثِ كسُمانَى ، ولو لم تكن للتَّأْنيثِ لا نصَرَفَ (٦).
واليَحْبُورُ ، وبِهاءٍ ، والحُبُورُ بالضَّمِ (٧) ، والحِبْرِيرُ بالكسرِ كرِعْدِيد ، والحَبُّورُ كتَنُّور (٨) ، والحَبَرْبَرُ كغَشَمْشَم ، والحُبُرْبُور بالضَّمِّ : فَرْخُ الحُبَارَى. الجمعُ : يَحَابِيرُ (٩) ، وحَبَارِيرُ.
واليَحْبُورُ أَيضاً : من طَيْرِ المَاءِ ، ويُطْلَقُ على ذَكَرِ الحُبَارَى ، وحَيْوَانٌ بَرِّيٌّ كالثَّوْرِ يَتَشَعَّبُ من قَرْنِهِ قُرُونٌ ؛ عن الشَّيْبانِيِّ ، وهو لُغَةٌ في اليَحْمُورِ بالميمِ.
وَنَارُ إِحْبِيرٍ ، كإِبْرِيقٍ ، بالإِضافةِ : نَارُ الحُبَاحِبِ.
وأَعطاهُ حَبَرْبَراً ـ كصَمَحْمَح ـ أَي
__________________
(١) ديوان الأدب ١ : ٤٠٥.
(٢) شمس العلوم ١ : ٣٨٩.
(٣) في « ج » : يقع بدل : يجمع.
(٤) وجمعه في المصباح على حبابير أيضاً.
(٥) الصّحاح.
(٦) انظر حياة الحيوان للدّميري ١ : ٣٢٠ ، والقاموس.
(٧) لم نعثر على هذه اللّغة ولعلها الحُبْرُور. فقد ذكرها القاموس واللّسان والتاج.
(٨) في القاموس والتّاج : « حُبُّور » بالضم.
(٩) في اللّسان والقاموس : حبابير.