الْمُبْتَكَرَةُ ـ بفَتْحِ الكَافِ ـ وهيَ الْبِكْرُ المُقْتَضَّةُ. ويَجُوزُ أَنْ يُرادَ أَنَّهُ كانَ يُوقِعُها على صِفَةٍ في الشِّدَّةِ لم يَسْبِقْهُ إِلى مِثْلِها أَحَدٌ مِنَ الأَبطالِ. والعُونُ ، بالضَّمِّ : جَمْعُ عَوَان ؛ وهي المَرأَةُ الثَّيِّبُ ، شُبِّهَتْ بها الضَّربَةُ المُخْتَلَسَة الَّتي يَحْتَاجُ صَاحِبُها أَن يُعِيدَها كَما أَنَّ العَوَانَ يُبْنَى عَلَيها مَرَّةً أُخرَى.
( عَسَلٌ مِنَ النَّحْلِ الْأَبْكَارِ ) (١) أَي فِرَاخُ النَّخْلِ ، لأَنَّ عَسَلَهَا أَطْيَبُ وأَصْفَى.
المثل
( جَاؤُوا عَلَى بَكْرَةِ أَبِيهِمْ ) (٢) هي الفَتِيَّةُ من الإِبِلِ ، وأَصلُهُ حَديثُ الدُّهَيْمِ ، كزُبَيْر ، وهو اسمُ نَاقَةٍ للزَّيَّانِ أَحَدِ بَنِي ذُهْلِ بنِ ثَعْلَبَةَ ، وحَدِيثُهَا : أَنَّ كُثَيْفَ بنَ حُبَيٍّ الثَّعْلَبِي قَتَلَ عَمْروَ بنَ الزَّيَّانِ المَذكُورَ وسِتَّةً مِنْ إِخْوَتِهِ وجَعَلَ رؤُوسَهُمْ فِي مِخْلَاةٍ وعَلَّقَهَا فِي عُنُقِ الدُّهَيْمِ ، فَأَتَتْ بها إِيَّاهُم ، فضُرِبَ بهم المَثَلُ فِي كُلِّ جَمَاعَةٍ جَاؤوا جَمِيعاً لم يَتَخَلَّفْ منهم أَحَدٌ.
وقيلَ : هي بَكْرَةُ البِئْرِ ، أَي تَتَابَعُوا فِي المَجِيءِ تَتَابُعَ دَوَرَانِهَا.
وقِيلَ : البَكْرَةُ : جَمَاعَةُ النَّاسِ ، يُقالُ : جاؤُوا على بَكْرَتِهِمْ وبَكْرَةِ أَبِيهِمْ ، أَي بأَجمَعِهم.
وقيلَ : هي الطَّريقةُ ؛ كأَنّهم قالوا : جاؤُوا على طريقةِ أَبيهم ، أَي يَقْتَفُونَ أَثَرَه.
وقيل : هو ذَمٌّ ووَصْفٌ بالقلَّةِ والذُّلَّةِ ، أَي تَكْفِيهِمْ للرُّكُوبِ بَكْرَةٌ واحِدَةٌ ، وذَكَرَ الأَبَ احتَقِاراً وتَصْغِيراً لشَأْنِهِم.
( صَدَقَنِي سِنَ بَكْرِهِ ) (٣) أي فِي سِنِّهِ ، فحَذَفَ الجَارَّ وأَوصَلَ الفِعْلَ ؛ كقَولِهِم : صَدَقَنِي الحَدِيثَ ، أَو هو ضُمِّنَ مَعْنَى عَرَّفَنِي. وأَصلُهُ : أنَّ رَجُلاً ساوَمَ رَجُلاً فِي بَكْرٍ وسَأَلَهُ مَا سِنُّهُ؟ فَقالَ : بازِلٌ ، فنَفَرَ البَكْرُ فدَعَاهُ صَاحِبُهُ : هِدَعْ هِدَعْ ، فسَكَنَ ؛
__________________
(١) الفائق ١ : ١٢٦ ، النّهاية ١ : ١٤٩.
(٢) مجمع الأمثال ١ : ١٧٦ / ٩٤١ ، والمستقصى ٢ : ٤٦ / ١٧٦.
(٣) مجمع الأمثال ١ : ٣٩٢ / ٢٠٨٣.