فهو كان يوحّد نفسه فكان متفرِّداً بالوجود ، متوحّداً بتوحيد نفسه ، ثمَّ بعد الخلق عرّفهم نفسه ، وأمرهم أن يوحّدوه ، أو المراد أنَّ توحّده لا يشبه توحّد غيره ، فهو متفرِّد بالتوحيد ، (١) أو كان قبل الخلق كذلك ، وأجرى سائر أنواع التوحيد على خلقه ، إذ الوحدة تساوق الوجود أو تستلزمه لكن وحداتهم مشوبة بأنواع الكثرة .
١١ ـ يد : ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن ابن عيسى ، عن عليّ بن سيف بن عميرة ، عن محمّد بن عبيد قال : دخلت على الرضا عليهالسلام فقال لي : قال للعباسيّ (٢) يكفّ عن الكلام في التوحيد وغيره ، ويكلّم الناس بما يعرفون ، ويكفَّ عمّا ينكرون ، وإذا سألوك عن التوحيد فقل ـ كما قال الله عزَّ وجلَّ ـ : قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ * اللَّـهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ * وإذا سألوك عن الكيفيّة فقل ـ كما قال الله عزَّ وجلَّ ـ : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ؛ وإذا سألوك عن السمع فقل ـ كما قال الله عزَّ وجلَّ ـ : هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، كلّم الناس بما يعرفون .
١٢ ـ يد : حدّثنا أبو محمد جعفر بن عليّ بن أحمد الفقيه القميّ ثمَّ الإيلاقيّ رضي الله عنه ، قال حدّثنا أبو سعيد عبدان بن الفضل ، قال : حدّثني أبو الحسن محمّد بن يعقوب بن محمّد بن يوسف بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بمدينة خجندة ، قال : حدَّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن شجاع الفرغانيّ ، قال حدَّثني أبو محمد الحسن بن حمّاد القبريّ بمصر ، قال : حدَّثني إسماعيل بن عبد الجليل البرقيّ ، عن أبي البختريّ وهب بن وهب القرشيّ ، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ الباقر عليهماالسلام في قول الله عزَّ وجلَّ : قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ، قال : « قل » أي أظهر ما أوحينا إليك و نبّأناك به بتأليف الحروف الّتي قرأناها لك ، ليهتدي بها من ألقى السمع وهو شهيد ، و « هو » إسم مشاور مكنّى إلى غائب ، فالهاء تنبيه عن معنى ثابت ، والواو إشارة إلى الغائب عن الحواسّ كما أنَّ قولك : « هذا » إشارة إلى الشاهد عند الحواسّ ، وذلك أنَّ
________________________
(١) وفي نسخة : فهو متفرد بالتوحد .
(٢) العباسي لقب جمع كثير مشترك بين الثقة والضعيف منهم إبراهيم بن هاشم ، وهشام بن ابراهيم الراشدي الهمداني ، وهشام بن إبراهيم البغدادي المشرقي وغيرهم ، والظاهر من الوحيد البهبهاني أن الواقع في الحديث هو المشرقي ، وأنه ثقة .