( لَكَ يا إلهي وَحْدانِيَّةُ العَدَدِ ) (١) يُريدُ نَفْيَ التَّعَدُّدِ والتَّكَثُّرِ والاختلافِ عن صفاتِهِ المتعدِّدةِ والمتكثِّرةِ والمختلفةِ بحسبِ الاعتباراتِ والمفهوماتِ ، وإِنَّ ذلكَ لا يقتضي اختلافاً في الجهاتِ والحيثيَّاتِ ؛ لأنَّها بحسبِ الوجودِ ليست أَمراً وَراءَ الذّاتِ الأَحَدِيَّةِ كما قُرِّرَ في محلِّهِ من علمِ الكلامِ.
المصطلح
الوَحْدَةُ : صِفَةٌ للشَّيءِ يقتضي أَنْ لا ينقسمَ ذلكَ الشَّيءُ أَصلاً من تِلْكَ الجِهَةِ ، فإِنْ لم ينقسم من جهةٍ أُخرى فهي الوَحْدَةُ الحقيقيَّةُ ، وإنْ انقسم من جِهَةٍ (٢) فهي الوَحْدَةُ غيرُ الحقيقيَّةِ ، ويُعلمُ منهُ الواحِدُ الحقيقيُّ وغيرُ الحقيقيِّ.
والواحِدِيَّةُ عندَ أَهلِ العرفانِ : اعتبارُ الذّاتِ من حيثُ انْتِشاءِ الأَسماءِ منها وواحِدِيَّتُها بها مع تكثُّرِها بالصِّفاتِ.
والواحِدُ : اسمُ الذّاتِ بهذا الاعتبارِ.
والتَّوْحِيدُ : تنزيهُ الله عن الحَدَثِ ، أَو إسقاط الإِضافاتِ.
والاتِّحادُ عندَ أَهلِ العرفانِ : شُهُودُ الوُجُودِ الحَقِ الواحِدِ المطلقِ الَّذي بِهِ الكلُ (٣) موجودٌ بالحَقِ فَيَتَّحِدُ بِهِ الكلُّ من حيثُ كونِ كُلِّ شَيءٍ مَوْجُوداً بِهِ معدوماً لنفسِهِ (٤) لا من حيثُ إنَّ لهُ وُجُوداً خاصّاً اتَّحَدَ بِهِ فإنَّهُ محالٌ.
و ـ عندَ الحُكَماءِ : صَيْرُورَةُ شَيءٍ ما شيئاً آخَرَ بطريقِ الاستحالَةِ كصَيْرُورَةِ الماءِ هَواء ، أَو بِطَريقِ التَّرْكيبِ كصَيْرُورَةِ التُّرابِ طيناً.
وخد
وَخَدَ البَعيرُ ـ كَوَعَدَ ـ وَخْداً ، وَوَخيداً ، وَوَخَداناً : أَوسَعَ الخَطْوَ ، أَو
__________________
(١) الصَّحيفة السَّجَّاديَّة الدُّعاء (٢٨) في التَّفزُّع.
(٢) في « ش » زيادة : أُخرى.
(٣) في اصطلاحات الصّوفية : ٢١ : الكل به بدل : به الكل.
(٤) في اصطلاحات الصّوفية : بنفسه بدل : لنفسه ، وانظر التعريقات للجرجاني : ٢٩.