وَمَهْرَبٌ ومُراغَمٌ.
وجَلَسَ مُنْتَفِداً ، كَمُعْتَكِفٍ : مُتَنَحيّاً.
ورَجُلٌ مُنافِدٌ ، كَمُنافِقٍ : يُحاجُّ الخَصْمَ حتَّى يَقْطَعَ حُجَّتَهُ ويُنْفِدَها ، وقد نافَدْتُهُ ، ونَفَدْتُهُ.
وتَنافَدُوا : تَخاصَمُوا ، وقولُ الفيروزابادِيِّ : نافَدَهُ حاكَمَهُ ، تَصْحيفٌ ، فَإنَّ المُنافَدَةَ بمعنى المُحاكَمَةِ بالذَّالِ.
الكتاب
( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً ) (١) أي لو كُتِبَتْ كَلِماتُ عِلْمِ اللهِ وحِكْمَتِهِ وَفُرِضَ أنَّ جِنْسَ البَحْرِ مِدادٌ لها لَنَفِدَ البَحْرُ وَفَنِيَ قَبْلَ نَفادِ الكَلِماتِ وفَنائِها ، ولو جِئْنا بمِثْلِ البَحْرِ مَدَداً لَنَفِدَ أَيضاً وهِيَ غَيْرُ نافِدَةٍ ، وحاصِلُهُ : لَنَفِدَ البَحْرُ وهي باقِيَةٌ ، فلا يَرِدُ أنَّ قَوْلَهُ : ( قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي ) يَدُلُّ على أنَّ لَها نَفَاداً في الجُمْلَةِ مُحَقَّقاً أو مُقَدَّراً ، وَعُدِلَ إلى المُنْزَلِ لفائِدَةِ المُزاوَجَةِ ، وأنَّ ما لا يَنْفَدُ عِنْدَ العُقْولِ العامِّيَّةِ يَنْفَدُ قَبْلَ نَفادِها وكُلَّما فَرَضْتَ من المَدَدِ فكذلكَ ، ونظيرُ هذهِ الآية قولُهُ تعالى في لُقْمانَ : ( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ ) (٢).
( إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ ) نَفادٍ (٣) انقِطاعٌ ونِهايَةٌ ، ولا مَزيدَ فَوْقَ ذلكَ فَتَمامُ النِّعْمَةِ بِدَوامِها.
الأثر
( فَأكَلَ حَتَّى نَفَّدَها ) (٤) من التَّنْفيدِ بمعنى الإنفَادِ ، أي أَفناها وأَتَمَّها ، وَرُوِيَ : « أَنْفَدَها » ، وأَمَّا نَفَدَها بالتَّخْفيفِ فَلا وَجْهَ لهُ.
( إِنْ نافَدْتَهُمْ نافَدُوكَ ) (٥) أَي إِن
__________________
(١) الكهف : ١٠٩.
(٢) لقمان : ٢٧.
(٣) ص : ٥٤.
(٤) البخاري ٣ : ٢٠٢.
(٥) مجمع البيان ٣ : ٣٨٣.