فَتَذَكَّرَ ، ف « نشَدَ » المُتَعَدّي إلى واحِدٍ مُطاوعٌ لـ « نَشَدَ » الأوَّلِ المُتَعَدّي إلى اثنينِ ، كَأَنَّكَ عَرَّفْتَهُ إيّاهُ فَعَرَفَهُ ، وهو من بابِ : وَقَفْتُهُ فَوَقَفَ ، وكَسَبْتُهُ مالاً فَكَسَبَ ، وجَبَرْتُ العَظْمَ فَجَبَرَ ، ومنهُ : نَشَدْتُكَ اللهَ ، وهُوَ قَسَمُ سُؤالٍ ، أَي ذَكَّرْتُكَ اللهَ بأَنْ أقسَمْتُ عليكَ بهِ وقلت : باللهِ لَتَفَعَلَنَّ ، أو من نَشَدَ الضَّالَّةَ بمعنى طَلَبَها ، واسمُ الجَلالَةِ مَنْصُوبٌ على إسقاطِ الخافِضِ ، والأَصلُ : نَشَدْتُكَ باللهِ ، أي طَلَبْتُ منكَ باللهِ ، أَو بِنَشَدْتُ على مَعْنى طَلَبْتُ لَكَ اللهَ من بَيْنِ جَميعِ ما يُقْسِمُ بهِ النّاسُ لأُقسِم بهِ عليكَ ، ولا تَقُلُ : نَشَدْتُ باللهِ مُصَرَّحاً بالخافضِ ، نَصَّ عليهِ أبو حَيّان في الارتِشافِ (١) وصَرَّحَ بِجَوازِهِ المُطَرّزيُّ في المُغربِ (٢). ويُجابُ بِأحَدَ سِتَّةِ أَشْياءٍ : « استِفهامٍ » ، و « أَمْرٍ » ، و « نَهْيٍ » ، و « أنْ » ، و « إلاّ » ، و « لَمّا » ، بمعنى : « إلاّ » ، تقولُ : نَشَدْتُكَ الله هَلْ قُمْتَ؟ ، ونَشَدْتُكَ اللهَ قُمْ ، ( ونَشَدْتُك الله لا تقُمْ ) (٣) ونَشَدْتُكَ الله أَنْ تَقُومَ ، ونَشَدْتُكَ اللهَ إلاّ فَعَلْتَ ، وَلَمّا فَعَلْتَ ، أَي إلاّ فِعْلَكَ ، كأنّكَ قُلْتَ : ما أَطْلُبُ منكَ ، إلاّ فِعْلَكَ ، وقالُوا : ناشَدْتُكَ اللهَ. ونَشَدَكَ اللهَ كَقَعَدَكَ اللهَ ، أَي نَشَدْتُكَ اللهَ.
ونَشَدْتُهُ نَشْداً : قُلْتُ لَهُ : نَشَدْتُكَ اللهَ ، كَناشَدْتُهُ.
ونَشَدْتُهُ فَأنْشَدَنِي : سألْتُهُ فأَجابَني فالهمزةُ للسَّلْبِ ..
و ـ عَنْهُ : سَألْتُ ..
و ـ زَيْداً العَهْدَ : ذَكَّرْتُهُ إيّاهُ وَطَلَبْتُ مِنْهُ الوَفاءَ بِهِ.
وناشَدَ العَبْدُ رَبَّهُ : سَألَهُ ، كأنَّهُ أَقسَمَ عليهِ بِأسمائِهِ.
وتَناشَدَهُ العِبادُ : تَداعَوْهُ وَطَلَبُوا منهُ.
وتَنَشَّدْتُ الأَخْبارَ ، إذا كُنْتَ تُريغُ أَن تَعْلَمَها من حَيْثُ لا يَعْلَمُها النّاسُ.
__________________
(١) انظر ارتشاف الضرب ٤ : ١٧٩٤.
(٢) المغرب ٢ : ٢١٠.
(٣) ما بين القوسين ليس في « ت » و « ش ».