وَقَرَأَ نافِعٌ وَعاصِمٌ في رِوايَةِ أبي بَكر : « لُبَداً » بالضَّمِّ وَفَتْحِ الباءِ (١) ، والباقُونَ بِالكَسْرِ وَفَتْحِها ، وهُما جَمْعُ لُبْدَةٍ وَلِبْدَةٍ كَغُرْفَةٍ وَسِدْرَةٍ وَكِلاهُما بِمَعْنى : وهِيَ ما تَلَبَّدَ بَعْضُهُ على بَعْضٍ.
وَقُرِئَ في الشَّواذِّ : « لُبُداً » و « لُبَّداً » (٢) كرُسُلٍ وَسُجَّدٍ ، وَهُما جَمْعُ لَبُودٍ كَرَسُولٍ وَلابِدٍ كَساجِدٍ.
( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً ) (٣) كَثيراً بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ ، وَهُوَ جَمْعُ لُبْدَةٍ ـ بِالضَّمِّ ـ لِما تَلَبَّدَ ، قالَهُ الفَرّاءُ (٤) ، وَعَنِ الزَّجّاجِ أنَّهُ مُفْرَدٌ وَالبِناءُ لِلْمُبالَغَةِ والكَثْرَةِ ، يُقالُ : رَجُلٌ حُطَمُ لِلكثيرِ الحَطْمِ (٥).
الأثر
( كِساءاً مُلَبَّداً ) (٦) اسمُ مَفْعُولٍ من أَلْبَدَهُ إلْباداً ، أَو من لَبَّدَهُ تَلْبيداً أَي مُرَقَّعاً أَو غَليظاً قد أُلْبِدَ بَعْضُهُ على بَعْضٍ ، وهو الأَصَحُّ ؛ لِقَوْلِهِ في الرِّوايَةِ الأُخرى : ( كِساءٌ مِنْ هذِهِ المُلَبَّدَة ) (٧).
( يُبْعَثُ مُلَبِّداً ) (٨) كَمُحَدِّثٍ مِنْ لَبَّدَ شَعَرَهُ تَلْبيداً إذا جَعَلَ فيهِ صَمْغاً أَو شَيْئاً لَزِجاً لِيَتَلَبَّدَ ، ومنهُ : ( لَبَّدْتُ رَأسي وَقَلَّدْتُ ) (٩) ، وَحَديثُ : ( الضّافِرُ وَالمُلَبِّدُ وَالمُجَمِّرُ علَيْهمُ الحَلْقُ ) (١٠).
( فَلَبَّدَتِ الدِّماثَ ) (١١) أَي صَيَّرَتها مُسْتَمْسِكَةً لا تَسُوخُ فِيها الأقْدامُ. والدِّماثُ : الأرَضُونَ السَّهْلَةُ فإذا أَصابَتْها
__________________
(١) انظر السَّبعة : ٦٥٦ ، والحجّة للقراء السّبعة ٤ : ٧٠ ، والنَّشر في القراءات العشر ٢ : ٣٩٢.
(٢) المحتسب ٢ : ٣٣٤.
(٣) البلد : ٦.
(٤) انظر معاني القران للفرّاء ٣ : ١٦٣.
(٥) انظر معاني القران واعرابه للزجّاج ٥ : ٣٢٨.
(٦) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٣١١ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٤.
(٧) مسند أبي عوانة ٥ : ٢٣٩ / ٨٥٤٧ ، ومشارق الأنوار ١ : ٣٥٤.
(٨) الفائق ٤ : ٧٤ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٤.
(٩) مسند أحمد ٦ : ٢٨٥ ، صحيح مسلم ٢ : ٩٠٢ / ١٢٢٩.
(١٠) الفائق ٢ : ٣٤٤ ، النَّهاية ١ : ٢٩٣.
(١١) غريب الحديث لابن الجوزي ٢ : ٣١١ ، النَّهاية ٤ : ٢٢٤.