لستُ أَتحقَّقُ أَنَّه بالفتحِ أو بالكسرِ ، فإِن كان بالفتحِ فهو مصدرٌ بمنزلة « التَّزويِد » ومعناه : جمعنا ما زَوَّدْنا به ، فعُبِّرَ بلفظِ المصدرِ عن الزَّادِ ، ومن قال : بالكسرِ فيحتملُ أَنَّه اسمٌ موضوعٌ للزَّادِ كالتِّمْثالِ والتِّمْساحِ ، قال : وإِنما يُتمحَّلُ هذا لأَجلِ النّقلِ ، وإِلاَّ فالوجهُ : « فَجَمَعْنَا أَزْوادَنا » (١).
زهد
زَهِدَ فيه وعنه ـ كسَمِعَ ومَنَعَ وقَرُبَ ـ زُهْداً بالضَّمِّ ، وزَهَادَةً بالفتحِ : رَغِبَ عنه وتَرَكَهُ ولم يُرِدهُ.
وقال بعضُهُم : زَهَدَ فيه إِذا رَغِبَ عنه ، وزَهَدَ عنه إِذا رَغِبَ فيه ، وتعقَّبهُ المطرِّزيُّ ، فقال : مَن فَرَّقَ بينَ زَهَدَ فيه وعنه فقد أَخطأَ (٢).
وقال الخليلُ : الزَّهَادَةُ في الدُّنيا ، والزُّهْدُ في الدِّينِ (٣) ، وهو زَاهِدٌ من زُهَّادٍ.
ورجلٌ زِهِّيدٌ ، كسِكِّيتٍ : كثيرُ الزُّهْدِ.
وزَهَّدْتُهُ فيه وعنه تَزْهِيداً : حملتُهُ على الزُّهْدِ فيه ، كأَزْهَدْتُهُ.
وتَزَهِّدَ : صار ذا زُهْدٍ ، وهو عابدٌ مُتَزَهِّدٌ.
وشيءٌ زَهِيدٌ ، كأَمِيرٍ : قَلِيلٌ.
ورَجُلٌ زَهِدٌ ، وزَهيدُ الطُّعْمِ : قليلُ الأَكلِ ، ومصدرُهُ : الزَّهادَةُ.
وأَزْهَدَ إِزْهَاداً : قلَّ مالُه ؛ لأَنَّ ما عندَهُ يُزْهَدُ فيه لقِلَّتِهِ ، فهو مُزْهِدٌ ، أَي قليلُ المالِ.
وازدَهَدَهُ : احتَقَرَهُ ، ورآهُ زَهيداً.
وهم يَتَزاهَدُونَ الشَّيءَ : يَتَحاقَرُونَهُ.
ومن المجاز
وادٍ زَهيدٌ : ضَيِّقٌ قليلٌ الأَخْذِ للماءِ.
ورجلٌ زَهيدٌ : بخيلٌ قليلُ الخَيْرِ.
والنّاسُ يُزَهِّدُونَهُ تَزْهِيداً : يُبَخِّلُونَهُ.
وهو زَهِيدُ العَيْنِ : يُقْنِعُهُ القَليلُ ،
__________________
(١) انظر هامش النّهاية ٢ : ٣١٧.
(٢) المغرب ١ : ٢٣٨.
(٣) العين ٤ : ١٢.