وهي لغةُ هذيلٍ ، وقال اليزيديّ : هي لغةٌ رديئةٌ.
وقيل : هي بمعنى أَوهَمَهُ الرِّيبَةَ ، لا بمعنى رابَهُ.
قال أبو زيدٍ : رابَهُ إذا استيقنَ منه الرِّيبَةَ (١) ، فإذا أساءَ به الظنَّ ولم يستيقنْ قيل : أَرابَهُ. وهذا معنى قولِ الراغبِ : الرَّيْبُ أنْ يُتوهَّمَ في الشيءِ أمرٌ ما ، ثُمّ ينكشِفُ عمّا تُوهّمَ ( منه ) (٢) ، والإِرابَةُ : أنْ يتوهّمَهُ فينكشِفُ خلافُ ما توهَّمَ ، ولهذا قيل : القرآنُ فيه إرابَةٌ وليس فيه رَيْبٌ ، وعليه قولُ الشاعِر (٣) :
أَخُوكَ الَّذِي
إِنْ رِبْتَهُ قَالَ : إِنَّمَا |
|
أَرَابَ وإِنْ
عَاتَبْتَهُ لَانْ جَانِبُهْ |
وأَرابَ الرجُلُ ، والأَمرُ : صار ذا رِيبَةٍ ، فهو مُرِيبٌ.
ورَيْبُ الزمانِ : ما يُقلِقُ النفوسَ ويَشخَصُ بالقلوبِ من نَوائبِهِ.
وارْتابَ : شَكَّ ..
وبه : اتّهَمهُ ، كتَرَيَّبَ فيهما.
واسْتَرابَ به : رَأى منه ما يَرِيبُهُ ، أو الكلُّ بمعنىً.
ويقال : لا تَرِبْهُ بشيءٍ ، أي لا تَفعَلْ به ما يَشُكُّ له في الأمنِ والسلامةِ.
وأمرٌ رَيّابٌ ، مشدَّداً : مُفزِعٌ.
والرَّيْبُ والرابُ ، كالعَيْبِ والعابِ : الحاجةُ ؛ قال (٤) :
قَضَيْنَا مِنْ تِهَامَةَ كُلَ رَيْبٍ
ومالكُ بنُ الرَّيْبِ : شاعرٌ إسلاميٌّ ، وكان لصّاً فاتكاً في أوّلِ بني أميّةَ.
__________________
(١) انظر فتح الباري ٨ : ٣٢٤.
(٢) عن « ج » وفي « ش » : « فيه » بدل : « منه ».
وانظر مفردات الراغب : ٢٠٥.
(٣) بشار بن برد. ديوانه ١ : ٣٠٨. وفيه : « أَرَبْتَ وإن لا ينتَهُ ... ». وردّد ابن منظور في اللسان نسبته بين المتلمّس وبشّار.
(٤) كعب بن مالك ، وعجزه :
وخيبر ثمّ أجممنا السيوفا
السيرة النبويّة لابن هشام ٤ : ١٢١.