وكما أنّه لا افضلَ من التَّرَهُّبِ عندَهُم فلا أفضلَ من الجهادِ في الإسلامِ.
ومنه : ( تَرَهُّبُ أُمَّتي الجُلُوسُ في المَسَاجِدِ انْتِظَارَ الصَّلَاةِ ) (١) ، أي لانتظارِها.
( بَيْنَ رَهَابَتِهِ وَمَعِدَتِهِ ) (٢) هي العُظَيْمُ المُشرِفُ على البطنِ من أسفلِ الصدرِ.
المصطلح
الرَّهْبَةُ : ميلُ النفسِ وانصبابُها إلى جهةِ الهربِ ، بل هي الهربُ ؛ فرَهَبَ وهَرَبَ كجَبَذَ وجَذَبَ ، فصاحبُها يَهرُبُ أبداً ؛ لتوقّعِ العقوبةِ مع مجاري أوصافِهِ.
ومن أوصافِها وعلاماتِها : حركةُ القلبِ إلى الانقباضِ من داخلٍ ، وهربُهُ وانزعاجُهُ عن انبساطِهِ ، حتّى أنّه يَكادُ يَبلُغُ الرَّهابَةَ في أسفلِ الصدرِ ، مع ظهورِ الكآبةِ والكُمُودِ على الظاهرِ.
المثل
( رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ ) (٣) أي لَأَن تُرْهَبَ خيرٌ من أنْ تُرحَمَ.
( رُهْبَاكَ خَيْرٌ مِنْ رُغْبَاكَ ) (٤) بالضمِّ فيهِما ، ويُفتَحانِ ، أي رَهْبَتُهُ منكَ خيرٌ من حبِّهِ لكَ ، أو لأنْ تُعْطَى على الرَّهْبَةِ منكَ خيرٌ من أنْ تَرغَبَ إليهِم.
ريب
الرَّيْبُ : قلقُ النفسِ واضطرابُها ، ثُمّ استُعمِلَ في مطلقِ الشكِّ أو مع تهمةٍ ، والاسمُ : الرِّيبَةُ ، بالكسرِ.
ورابَهُ الرجُلُ يَرِيبُهُ رَيْباً : أوقعَهُ في الرِّيبَةِ ، أي في الشكِّ مع التهمةِ ، فارْتابَ ..
والأمرُ : اعترضَ له الشكُّ فيه ـ كأنّه جَعَلَهُ شاكّاً ـ كأَرابَهُ إِرابَةً فيهما ،
__________________
(١) وسائل الشيعة ٤ : ١١٧ ب ٢ ح ٧.
(٢) الغريب لابن الجوزيّ ١ : ٤٢٢ ، النهاية ٢ : ٢٨١.
(٣) مجمع الأمثال ٢ : ٢٨٨ / ١٥٢٧.
(٤) مجمع الأمثال ٢ : ٢٩٨ / ١٥٧٦.