كانت تجري في مختلف المدن المقدّسة بشكل متزامن قطعاً. من هنا لا نجد ضرورة إلى بيان تلك المنجزات على أساس الترتيب والتسلسل الزمني.
بناء مدرسة الصدر :
ورد في كتاب أعيان الشيعة أنّ الميرزا النائيني عندما جاء إلى كربلاء لزيارة المرقد الطاهر ، أقام ـ طبقاً لتقليد أسلافه الزاهدين من علماء الدين ـ في حجرة من حجرات هذه المدرسة :
«كان [الميرزا النائيني] عالماً فقيهاً أصوليّاً حكيماً عارفاً أديباً متقناً للأدب الفارسي ، عابداً مدرّساً مُقلَّداً في الأقطار. ويقال : إنّه كان كثير العدول عن آرائه السابقة. رأيناه بالنجف أيّام إقامتنا بها من سنة (١٣٠٨) إلى سنة (١٣١٩ [للهجرة]) وكان في تلك المدّة منحازاً عن الناس إلاّ ما قلّ ، ورأيناه مرّة في كربلاء جاءها للزيارة ؛ فنزل في مدرسة الشيخ عبد الحسين الطهراني في الطابق السفلي»(١).
ذكر المرحوم المدرّسي(٢) : بعد أن اتّضح أنّ أمير كبير قد أودع أمواله عند الشيخ ، قال الصدر الأعظم الميرزا آقا خان النوري للشيخ : «ألا تمنحنا حبوة من ذلك»؟ فقال الشيخ : «سوف أهديك شيئاً من الباقيات الصالحات ، وسوف أبني مدرسة [باسمك] في كربلاء». وبهذه الحيلة تخلّص الشيخ من سطوة أطماع
__________________
(١) أعيان الشيعة ٦ / ٥٤.
(٢) انظر : مجلّة وحيد ، مدرسي چهاردهي ، مرتضى ، أدبيات وزبان ها ، العدد : ٣٤ / ٨٦٦ ـ ٨٧٠ ، شهر مهر سنة (١٣٤٥ هـ ش). (مصدر فارسي).