السيّاري وكتاب (القراءات) المثير للجدل
د. علي عبد الزهرة الفحام
بسم الله الرحمن الرحیم
يعدّ أحمد بن محمّد السيّاري من الرواة الذين أكثر نقّاد الرجال القول فيهم ، بين قدح لروايته ، وتضعيف لكتبه ، فصار من جملة الضعفاء الذين حكم عليهم الرجاليّون بالضعف والغلوّ والتخليط ، وهذا الحكم ربّما يجد مجالاً للنقاش والنقد ، لا سيّما وأنّ آفة الرجاليّين تقليد من سبقهم ، والبناء على أقوال من تقدّم عليهم ، دون النظر في حال الراوي عن قرب ، وسبر غور رواياته ، وتحقيق كلام المتقدمين من النقّاد ، فظلموا الرواية والراوي ، وطعنوا في الحديث وأهل الحديث ، وصار النقد أسيراً لاجتهاد المحقّقين ، وربّما يخضع في بعض الأحيان لسلطان الهوى الذي لا ينفكّ عن كثير من الأحكام الاجتهادية في شتّى صنوف المعرفة.
إنّ من الواجب ، والحال هذه ، أنّ نزيل اللثام عن الحقيقة المختلف بشأنها ، وندلي بدلونا في بيان حال محدّثنا الشيخ (أحمد بن محمّد السيّاري) ، والذي ثبت