والبهيّة»(١).
هجرة (شيخ العراقَين) :
كان حجم الخراب الذي طال العتبات المقدّسة في العراق كبيراً جدّاً ، إلى الحدّ الذي استمرّ الناس معه في عملية الإعمار على مدى نصف قرن من الزمن بعد هجوم الوهابية ، قبل أن يصل (شيخ العراقَين) إلى العراق قادماً من إيران لمواصلة هذه العملية. في هذه الفترة بالتحديد كان الشيخ قد شدّ الرحال إلى العراق للإشراف على عملية رئيسة لعمارة العتبات المقدّسة ، رغم أنّ هذه الرحلة كانت ـ كما سبق أن ذكرنا ـ تستبطن نفياً وترحيلاً قسريّاً للشيخ من إيران. وعلى كلّ حال كانت هذه الرحلة أو الترحيل فرصة مغتنمة بالنسبة إلى الشيخ ، حيث قام باستثمارها في الإشراف ومباشرة العمل على إعادة إعمار العتبات المقدّسة ، واستئناف دراسة معمّقة للعلوم الدينية في الحوزة العلمية في العراق ، حيث كانت تعدّ آنذاك من أهمّ المراكز والمعاقل العلمية للشيعة في العالم.
الدولة العثمانية و (شيخ العراقَين) :
إنّ النفوذ العلمي والتأثير الروحي الذي كان يتمتّع به (شيخ العراقَين) [في العراق] كان قد بلغ حدّاً بحيث لم تجد الدولة العثمانية معه بدّاً من اعتباره واحداً من قادة التشيّع على أرضها. فقد كانت الدولة العثمانية تبدي احتراماً خاصّاً لشيخ
__________________
(١) روح وريحان ٤ / ٣٢٨. (مصدر فارسي).