المشكلات وتحقيق تلك المعضلات ، وعهدي بالعراق أنّه مجمع أهل الفضل ، فقصدت أوّلاً وبالذات مذاكرة الفضلاء في تلك المعضلات وثانياً تعمير المشاهد المشرّفة»(١).
ومن هنا يتّضح ويفهم من كلام الشيخ أنّه لم يخرج أوّل الأمر من إيران بفعل ضغوط مورست عليه ، وإنّما كان دافع ذهابه إلى العتبات المقدّسة ـ على ما يبدو ـ هو إكمال مراتبه العلمية ، وقام في الوقت نفسه بالحفاظ على أموال أمير كبير ، وإنفاقها في بعض الأمور التنفيذية الضرورية ، وعندما وجد الفرصة مؤاتية ، عمد بفراسته الخاصّة والمعهودة منه إلى إدخال البلاط الإيراني ومليكه غير الكفوء في بلبلة ، واستثمر الثروات الخاصّة والحكومية ـ التي كان من المقرّر أن تنفق في نهاية المطاف على المجون والملذّات المحرّمة أو السفر والانتجاع في المدن والعواصم الغربية ـ لبناء وعمارة العتبات المقدّسة التي تمثّل صرحاً هامّاً لعالم التشيّع ، وفيما يتعلّق بهذا التدبير الحكيم من قبل الشيخ الطهراني ، نجد مؤلّف كتاب (روح وريحان) ، قد كتب في هذا الشأن :
«لقد اتّبع [الشيخ الطهراني] سياسة في بناء وعمارة المراقد المطهّرة للأئمّة الأطهار عليهمالسلام بحيث عمد إلى تحريك وتحفيز هذه الدولة الخالدة ، لتشرف على جميع المصارف والنفقات اللازمة لبناء هذه العتبات السامية ، حتّى أنفقت على مدى الشهور والأعوام ما يقرب من خمسمائة ألف تومان من خزينتها العامرة
__________________
(١) تكملة أمل الآمل ٣ / ٢٢٨.