الطهراني رحمهالله من بين الذين نالوا قسطهم من حقد وعداوة الميرزا خان النوري ، وكما يلوّح من خلال التاريخ ، فإنّ مهمّة الشيخ الطهراني في إعمار العتبات المقدّسة للأئمّة الأطهار عليهمالسلام في العراق ، كانت تمثّل صيغة محترمة للنفي والإبعاد.
قال شوقي أفندي البهائي ، الذي كان صدره ـ مثل سائر البهائيين ـ مشحوناً بالحقد على الشيخ الطهراني : «وكان الصدر الأعظم [الميرزا آقا خان النوري]يريد التخلّص من هذا المجتهد المزعج ؛ فكلّفه الشاه بالتوجّه إلى كربلاء ؛ ليصلح من شأن الأماكن المقدّسة فيها»(١).
وفي فهرس التراث ، تمّ نقل صيغة هذا النفي على النحو الآتي :
«وعاد إلى طهران فأصبح زعيماً دينيّاً كبيراً في طهران ، له مرجعية عظيمة وعارض ناصر الدين شاه القاجاري ، وتخلّص منه [الأخير] بتكليفه تذهيب قبّة الإمامين العسكريّين في سامرّاء»(٢).
إنّ المرّة الأولى التي توجّه فيها الشيخ إلى العتبات المقدّسة بعد مقتل أمير كبير ، كان سببها كما صرّح الشيخ نفسه بذلك على ما ذكره صاحب كتاب (تكملة أمل الآمل) بقوله : سمعته [يعني : شيخ العراقَين] يقول للسيّد الوالد (قدّس الله سرّهما) :
«إنّي إنّما تركت طهران وجئت إلى العتبات ؛ لأنّي استشكلت في جملة من المسائل العلمية الفقهية ، ولم يكن هناك من أذاكره في حلّ تلك المسائل
__________________
(١) القرن البديع ٢ / ١٧٢.
(٢) فهرس التراث ٢ / ١٦٨.