يعود تاريخ ميلاد علي محمّد الباب إلى اليوم الأوّل من شهر محرّم ، وقد أصبح هذا اليوم يوماً مقدّساً وعيداً رسميّاً عند البابية ، وكذلك عند البهائية لاحقاً. فكانوا لذلك يحيون هذا اليوم بإقامة مجالس الفرح والسرور ، وكانوا يبيحون لأنفسهم ارتكاب جميع أنواع الشهوات والمتع في ذلك اليوم. ومن ناحية أخرى كان هذا اليوم يوم عزاء ومأتم عند الشيعة ، حيث يقيمون مجالس العزاء والبكاء. وعلى الرغم من ذلك ، تجمّع البابيّون في مثل هذا اليوم في حديقة في بغداد عُرفت بينهم بحديقة الرضوان ، وأحضروا معهم من جميع أنواع المأكولات والمشروبات وأدوات اللهو واللعب والملذّات ، وأخذوا يظهرون الفرح على نطاق أوسع ممّا كانوا يظهرونه في الأعوام السابقة ، وقاموا ينشرون الفرح ويتظاهرون بالسكر والعربدة. وقد أدّت هذه الوقاحة ـ بطبيعة الحال ـ إلى إثارة حفيظة المسلمين بشدّة ، إلى الحدّ الذي لم يجرؤ البابيّون بعدها على الظهور في المعابر والمحافل العامّة(١).
مواجهة (شيخ العراقَين) للبهائية في العتبات المقدّسة :
إنّ هذه الفوضى المتفشّية استدعت تدخّلاً من الحكومة الإيرانية والسلطات العثمانية ، واقترن ذلك بوجود (شيخ العراقَين) رحمهالله في العراق. وكان ممثّل إيران في حينها هو الميرزا بزرك خان. وكان الناس ينقلون له أخبار الوقائع. وكان بدوره يستشير الشيخ ، وليست هناك حاجة إلى السؤال عن طبيعة الموقف
__________________
(١) انظر : المصدر السابق.