اغتيال الشاه ، تنكّر على هيئة درويش وخرج من إيران متّجهاً إلى بغداد. وبعد ذلك بأربعة أشهر تمّ إطلاق سراح أخيه الميرزا حسين علي النوري من السجن بطلب من القنصل الروسي وغيره بعد اعتقاله مع آخرين من البابية في قضية اغتيال ناصر الدين شاه ، ثمّ أخرج من إيران برفقة خادم من القنصلية وموظّف في الحكومة الإيرانية ، ليلتحق في بغداد بأخيه صبح الأزل وآخرين. وبذلك أصبحت بغداد معقلاً هامّاً للبابية ، وأخذت أعدادهم تتزايد هناك يوماً بعد يوم. وفي مستهلّ الإقامة في بغداد كان هناك إجماع على تأدية فروض الطاعة لـ : صبح الأزل على نحو ما كان في السابق ، بَيْدَ أنّ الميرزا حسين علي النوري من خلال اتّباع سياسة فرض الاحتجاب على صبح الأزل ، والقيام على شؤون البابية بنفسه ، أخذ يعمل على تعزيز موقعيّته ومكانته ، فكان يحجب صبح الأزل عن الأنظار ، ويرسله على الدوام إلى السياحة والسفر ، وبذلك فقد تولّى بنفسه زعامة وقيادة البابية من الناحية العملية. وبالإضافة إلى ذلك حيث بدأت تُسمع همهمات جديدة بين أصحاب الباب ، وكان الميرزا حسين علي النوري نفسه يخطّط لأمر يجيله في دخيلته ، بادر إلى قمع المنافسين له بشدّة ، وأخذ يشيع سياسة الفوضى والاغتيالات. ممّا أدّى إلى ارتفاع وتيرة الفساد والهرج والمرج في صفوف البابية. وفي الوقت نفسه نشبت نزاعات بين المسلمين والبابية في بغداد ، وكانت أسباب هذه النزاعات تعود إلى الممارسات القبيحة والخاطئة للبابيّين في أيّام محرّم الحرام(١).
__________________
(١) انظر : المصدر السابق.