وجود شعور بوجود أيد خفيّة من داخل السلطة والجهاز الحاكم ، من أمثال : حاكم إصفهان (منوتشهر خان معتمد الدولة) ، الذي كان يحمل غايات سياسية تدعوه إلى إثارة الفتنة بغية الاصطياد في المياه العكرة(١).
فتنة البهائية في العتبات المقدّسة :
في إطار سياسة القضاء على البابية من قبل السلطات الإيرانية في عهد (ناصر الدين شاه القاجاري) ، هربت جماعة منهم إلى بغداد ، وكان بين الهاربين شخصان على شهرة أكبر من الآخرين ، وهما : الميرزا حسين علي النوري المعروف بـ : بهاء الله ، والميرزا يحيى النوري المعروف بـ : صبح الأزل. وكان الميرزا يحيى النوري بناء على كلام بعض البابية : أوّل شخص تمّ تنصيبه من قبل علي محمّد الباب وصيّاً له ، وبحسب تصريح الكونت آرثر دي غوبينو في كتابه الأديان والفلسفات في آسيا الوسطى ، وإدوارد براون في مقدّمة نقطة الكاف ، لـ : الميرزا جاني الكاشاني ، كأنّ عموم البابية قاطبة قد عرفوا [الميرزا يحيى النوري]بوصفه صاحب هذا المقام ، وأنّه مفترض الطاعة ، وأنّ أوامره واجبة الامتثال(٢).
لُقّب الميرزا يحيى النوري من قبل علي محمّد الباب بـ : صبح الأزل ، وكان في أيّام البابية يعيش في مدينة نور من أعمال محافظة مازندران ، وبعد محاولة
__________________
(١) انظر : دوستان ودشمنان سياسي ، مقال منشور باللغة الفارسية في مجلّة : تاريخ معاصر إيران ، العددان : ٤٧ و٤٨ ، ص ٥٧١ ـ ٧٢٤ ، خريف وشتاء عام (١٣٨٧ هـ ش).
(٢) انظر : أسناد فعّاليت بهائيان در دوره محمّد رضا شاه : ١٨.