يُشار إليها إلاّ من طرف خفيّ ، أنّ الشاه نفسه ـ بحسب الظاهر ـ هو الذي أمر بإحضار الباب إلى طهران. قال (الكونت جوزيف آرثر دي غوبينو) في هذا الشأن :
«طلب السيّد علي محمّد الباب من محمّد شاه أن يقدّم مع أبرز أتباعه إلى طهران ، وأن يقيم مناظرة بحضور الشاه وكبار أعضاء المجلس مع جميع علماء إيران ، فإن كانت الغلبة لهم عليه ـ خلافاً للمتوقّع ـ فإنّه سيسلّم نفسه لإرادة الملك كي يصدر عليه الحكم الذي يراه. وعندما وصل هذا الطلب مع شكاوى البابيّين وعلماء الدين من شيراز إلى طهران ، بدا الأمر في الوهلة الأولى وكأنّ الدولة الشاهنشاهية أبدت تعاطفاً مع البابيّين. وقد وافق الحاجّ الميرزا آقاسي ـ الذي لم يكن ليعترض على الاحتجاجات الدينية ـ على طلب السيّد علي محمّد بالقدوم إلى طهران ومناظرة العلماء هناك. وحيث كان محمّد شاه خاضعاً لإرادة الحاجّ لم يبدِ اعتراضاً على هذا الأمر. وكان بعض الدهاة من الجواسيس يُمنّون النفس بأنّ بعض علماء الدين سيفتضح أمرهم في هذه المناظرة ، وأنّ بعض التهم المتوجّهة إلى عدد آخر منهم سوف تظهر على الملأ»(١).
لا شكّ في أنّ السنة الكاملة التي قضاها الباب ضيفاً عند منوتشهر خان ، قد شهدت مفاوضات بين منوتشهر خان ومحمّد شاه القاجاري ، وحيث كان محمّد شاه يتّصف بنزعة صوفية ، بل وقام ببعض الأعمال الدعائية للتصوّف(٢) ، فإنّ ذلك
__________________
(١) سياست گران دوره قاجار : ٣٤٤ ، تصحيح : مرتضى آل داود.
(٢) انظر : بحثي در عرفان وتصوّف دوره بازگشت أدبي ، مقال منشور باللغة الفارسية في مجلّة : فلسفة وكلام ، العدد : ٣١ / ١١١ ، ربيع وصيف عام ١٣٩٠ هـ ش.