قد شكّل أرضية مناسبة للموافقة على طلب البابية بلقاء الملك. وبطبيعة الحال كان يمكن لجنوح البلاط نحو البابية أن يشكّل خياراً آخر من الخيارات السيّئة الأخرى للعصر القاجاري ومتمّماً لنكبات وكوارث ذلك العصر. وكان يكفي أن يأمر محمّد شاه القاجاري ببناء دور عبادة خاصّة بالبابيّين إلى جانب الخانقاهات التي سبق له أن أمر ببنائها ، ليكون ذلك بداية لفتنة غشوم لا مثيل لها في التاريخ الإسلامي لإيران. وهنا برز دور (شيخ العراقَين) ، إذ سارع إلى الاتّصال بالشاه بغية إنقاذ الوضع والحيلولة دون حصول الكارثة.
وقال (الكونت جوزيف آرثر دي غوبينو) ـ الوزير الفرنسي المخوّل في إيران إبّان الحقبة الناصرية ـ ضمن إشارته إلى طلب الباب من محمّد شاه بإقامة مناظرة من قبله ومريديه مع علماء الدين في العاصمة وفي مجلس الشاه بالتحديد :
«قام الحاجّ الشيخ عبد الحسين الطهراني ـ وكان رجلاً عاقلاً وكاملاً ـ بمقابلة محمّد شاه والحاجّ الميرزا آقاسي ، وبيّن لهما مخاطر وأضرار هذه المناظرة بشكل جادّ ، وأجبرهما على تغيير القرار والخطّة. إنّ الحاجّ الشيخ عبد الحسين الذي كان رجلاً فقيهاً ومجتهداً ومتديّناً وتقيّاً ، يثق كلّ شخص بفراسته وحكمه الحيادي ، وكان لذلك محترماً من قبل الجميع ، كان قد قال للملك والوزير وكبار رجال الدولة :
هل تريدون استبدال الدين الراهن بمذهب جديد لم يتمّ التعرّف عليه إلى هذه اللحظة؟ وأضاف قائلاً : «إنّ الدولة تعاني حاليّاً من مشاكل وعجز لا تحتاج